أرشيف الكاتب: محمد صالح بن عمر

رحلتي إلى ألمانيا(8): في متحف الفيلسوف العظيم هيقل بفرانكفورت

هيقل (1770 – 1831) هو من الفلاسفة الذين أسهموا إسهاما بعيد المدى في تقدّم الفكر المعاصر.فقد دفعته روحه النّقديّة العالية إلى تبنّي مُثُل الثّورة الفرنسيّة من جهة مع رفض جوّ الرّعب الذي بثّته وقيم الدّين المسيحيّ من جهة أخرى مقابل استبعاد ما يتّسم به من دغمائيّة وتحجّر.وهذا ما يحلُّ فكرَهُ في صلب التّيّار اللّيبراليّ . ولتعلّق هيقل التّامّ بالحرّيّة ورفضه ... أكمل القراءة »

هــطلُ الرّوحِ: زهور العربي – تونس

  في البدءِ كانتْ  صرخةُ الميلادِ زغردتِ الدّايةُ  الموشّحةُ بالسّوادِ صلبتني بلا ذنبٍ ثمّ رمتْ بي في هوٍّ موجوعةَ الوتِد محضَ “لحمةٍ حيّةٍ” كنتُ… و نبضًا مرتبكًا متلعثمَ الأنفاسِ لم تقبّلْني الدّايةُ الموشّحةُ بالسّوادِ كانتِ الضّرباتُ الموجعاتُ أوّلَ درسٍ  تعلّمتُهُ اليدُ الغليظةُ حفرتْ أولى اللّعناتِ على جسدي الطّريِّ والصّرخاتُ المتتالياتُ  كانتْ أبجديّةَ قصيدتي البكرِ في البدءِ كانتِ الصّرخةُ، والصَّلبُ ،والضّرباتُ ... أكمل القراءة »

رحلتي إلى ألمانيا(7) : مُتحف غوتنبارغ بمدينة ماينس : محمّد صالح بن عمر

  غوتنبارغ(1400 – 1468 ) هو مخترعُ حروف الطّباعة المعدنيّة المتحرّكة، تلك التي أحدثت ثورة في ميدان الطّباعة وبفضله يصدر هذا الكمّ الهائل من الكتب والمجلاّت والصّحف في جميع أنحاء العالم وتستعمل أنتَ لوحة مفاتيح حاسوبك في الكتابة بكلّ سهولة وفي كلّ حين.ومُتحفه الكائن بمدينة ماينس بألمانيا يستعرض تاريخ الكتابة والطّباعة منذ عهد الفراعنة إلى اليوم .وهو يتألّف من خمسة ... أكمل القراءة »

رحلتي إلى ألمانيا(6): حبُّ الألمانيِّ لأرضِهِ جزءٌ لا يتجزّأُ من شعورِهِ القوميِّ : محمّد صالح بن عمر

قطعتُ على متن القطار آلافَ الكيلومترات عبر جهات مختلفة من التّراب الألمانيّ.فلم أر شبرا واحد من الأرض مهملا .بل كانت كلّ المشاهد التي تتوالى أمام ناظريّ خضراء وحتّى الجبال فهي مغطّاة بالأشجار من متنوّع الأصناف .وهو ما جعلني أظنّ في البداية أنّ ثمّة قانونا يجبر مالكي الأراضي الفلاحيّة على خدمتها .لكن بعد أن سألت عن حقيقة هذا الأمر اتّضح ألاّ ... أكمل القراءة »

دونَ حدودٍ: رحيم صالح – السّلميّة – سورية

في بحثٍ عن مأوى أجري دونَ ندمٍ أقفزُ زمنَ الموتِ.. المُترصّدِ وجع الزّمنِ.. ووجعِ الأممِ الموبوءةِ بالخمرِ وبالحلمِ أجري وقد عُرّيتُ من الطّفحِ* المنقوشِ على وجهي.. على هيئةِ بسمةٍ لونُ الغيمِ على أضلاعي بُنِّيٌ مع نكهةِ عشقٍ صوفيٍّ أركضُ..أركضُ..دونَ حدودٍ.. دونَ موانئَ.. توصلني حدَّ الغرقِ أضربُ كفّي بكفِّ الرّيحِ كلّما استوقفني العطشُ.. وبعضُ الأملِ المُثقلِ بالمطرِ     *الطَّفحُ: آفة ... أكمل القراءة »

رحلتي إلى ألمانيا(5): تعلّق الألمان بقيمة العمل إلى حدّ التّقديس والعبادة : محمّد صالح بن عمر

فوجئت في المدن الألمانيّة التّسع التي زرتها بخلوّ المقاهي أو تكاد من الحرفاء في أوقات العمل .وتفسيره هو تعلّق الألمان بقيمة العمل إلى حدّ التّقديس والعبادة .ومن الأدلّة على ذلك أنّهم بعد أن دُمّرت بلادهم في نهاية الحرب العالميّة الثّانية قد أعادوا بناءها في وقت قياسيّ ثمّ أخذوا يقرضون الدّول التي غلبتهم .فالألماني يعمل أربع مرّات أكثر من بقيّة الأوروبيّين ... أكمل القراءة »

امرأةٌ : ميّادة عبد الباقي – السّويداء – سورية

منذُ رحيلٍ امرأةٍ هطلتْ على أمسِها ربيعًا ونقشتْ على ملامحِها انهزامًا علّقتْ أمانيها على أوردةِ النّجومِ….. ولم تفلحْ وصدرُها الطّافحُ كرنفالَ عشقٍ يغيّرُ طقوسَ الخطَى امرأةٌ …..تعصّبُ الشّمسَ بألفِ جديلةٍ ولا تتعبُ ،مغرورةً بكَ تيهَ عشقٍ  ترسمُ على الرّيحِ ثغرَكَ فنجانَ قهوتِكَ… جليدَ انتظارِكَ منذُ انعتاقٍ اغرسْني سنبلةَ وجدٍ تغرقُ محلَّ روحي وامتطِ أوشحةَ ليلي واغفُ بعضَ عزاءٍ منذ أتّونِ ... أكمل القراءة »

رحلتي الى ألمانيا(4): عناية الألمان الفائقة ببيئتهم : محمّد صالح بن عمر

هناك مظهر آخر شد ّانتباهي طيلة زيارتي لألمانيا هو عناية الألمان الفائقة ببيئتهم.فعلى الرّغم من أنّ هذا البلد صناعيّ على نحو مكثّف فإنّ الفضاءات الخضراء في كلّ مدينة لا تكاد تحصى .ففي ستوتقارت Stuttgart مثلا- وهي موطن مؤسّسة مرسيداس التي تشغّل آلاف العمّال – قد أحاطوا المدينة بحزام من الحدائق العمومية الفسيحة يمتدّ بعضها عموديّا ليغطّى روابي عالية ويمكن للسّكّان ... أكمل القراءة »

من مصلحةِ كلِّ فنّانٍ أو كاتبٍ أوشاعرٍ أن ينكبَّ على دراسةِ آثارِهِ أكثرُ من ناقدٍ : محمّد صالح بن عمر

من مصلحةِ كلِّ فنّانٍ أو كاتبٍ أوشاعرٍ أن ينكبَّ على دراسةِ آثارِهِ أكثرُ من ناقدٍ .وذلك لأنّ النّاقدَ الواحدَ مهما كانتْ مصداقيّتُهُ ووزنُ أحكامِهِ غيرُ قادرٍ على فرضِ اسمٍ من الأسماءِ  في تاريخِ الفنِّ أو الأدبِ، دون أن تكونَ ثمّةَ حاجةٌ ، من جهةِ أخرى، إلى إجماعِ النّقادِ  لأنّ وجودَ خصومٍ من شأنِهِ أن يثيرَ مجادلاتٍ تسهمُ في التّعريفِ بالفنّانِ ... أكمل القراءة »