ملمٌّ بي : شعر: رياض الشّرايطي – قفصة – تونس 18 سبتمبر,2020 رياض الشّرايطي ملمٌّ بتضاريسِ حكايا الغيابِ في جهةِ انفلاتِ البكاءِ ملمٌّ ببعثرتي فوقَ طاولتي و في البلادِ ملمٌّ بمحطّةٍ تنتظرُني منذُ أمدٍ و لم أحلَّ بعدُ ملمٌّ بعصافيرِ شجرِ الشّارعِ العاقرِ و بائعيِّ الوردِ ملمٌّ بساعةٍ دقّاتُها كمساميرَ في الصّدرِ ملمٌّ بعَطَلِ يساري ، بخواءِ داري ، بخفوت أنواري ملمٌّ بي ،، أواجهُ في خرقةِ جسدي المرميِّ حيثُ لا أريدُ زهرَ مدفنِ أحبّةٍ فاتوا و أقفالَ أبوابٍ استقالتْ عن ديارِها و باتتْ تزاحمُ ظلمة غُرَفِ القلبِ تنازعُ امتلائي بأغوارِ ترابٍ عقيمٍ الجريدةُ اليومَ كما الأمسِ تعلنُ الخرابَ كلامٌ كثيرٌ ،، فراغُ ،، و وحدَهُ الدّائمُ في طرزِ متاهةٍ تأويهِ وحدَهُ يعرفُ جيّدًا من أينَ ابتدأَ وأينَ سنضيعُ يعرفُ مذاقَ موسيقى نشيدِ بلادٍ ، دونَ بلادٍ يعرفَ جيشًا لحراسةِ الكلابِ يعرفُ تخمةَ قصورِ الأسيادِ يعرفُ و يعرفُ و يعرفُ كيفَ يمكنُ للحجرِ أن يُبادَ و لقهرِ الحديدِ أن يُذابَ يعرفُ ، و لكنّ بالقوائمِ ثلجًا و سلاسلَ على اللّسانِ ،، فيا صوتي، مُدَّ لي من مناديلِ بدويّاتِ بلادي صوتي من ريشِ قُبّراتِ جنوبي حرارةَ دمي من كراريسِ أطفالِ المدارسِ عذريّةَ خَطّي و من حضنِ أمّي انطلاقي يا صوتي ، يا مطمورًا تحتَ أنقاضِ شحوبِ أنفاسي وأنفاسي لم تعدْ لي منذ هَجَرَها خمرُ الحرفِ و الحبيبُ يا صوتي مفعمٌ أنا بذكراكَ أنسيتَ كيف كنتَ تُشعلُ مجامرَ اللّيلِ فيشمسَ ؟ كيف ترحلُ في شذى عرقِ أزقّةِ الفقرِ فيرقصَ ؟ كيف تخطُّ على جدرانِ المدينةِ أغنياتِكَ فتنهضَ ؟ أنسيتَ ؟ الآنَ جاءتني من وراءِ رمشي أنثى تستقيمُ في نظري تمنحُني عينًا أخرى تشاهدُني أنحتُ وجْهَا آخر لي مسكوبًا في جوفِ لهبِ الصّراخِ وَ الآخرَ النّابتَ فيَّ ،…. 2020-09-18 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet