مملكة الأشكال : قصّة قصيرة لمحمّد أسعد سموقان – اللاذقيّة – سوريّة

5291

محمّد أسعد سموقان- اللاّذقيّة – سوريّة

3d_formes.39650ل

 

لحظة – 1-
رأسك هو رأسي ! أنا أفكِّر بطريقتك أيها السيد !
تابعةٌ لك ليس لي ظلٌ.. أنا ظلك أيها القوي.
– رددي هذا الكلام وبصمت.. ولا ترفعي صوتك !
– أنا الآن السيد ! لكنكم أسياد بالتأكيد.. تعالوا نبحث عن ظلال لنا..يسمعوننا، يوافقوننا على كل شيء، نملكُ عنهم ونعشق عنهم. فهل تودِّون أن تستمعوا إلى أفضل القصص؟
صفقوا لي أولاً بقلوبكم على الأقل.. هيا.. افرحوا، ارقصوا..فالرقص أجمل من الكلام.

لحظة -2-
انتبهوا إليَّ كيف أحرّك شفتيَّ.. لاحظوا حركة يدي..وطريقة جلستي..لا تسمعوا ما أقول ! ولا تضعوا لكلامي أيّ دلالة..
فالكلام ليس هو ما نقول نحن والموسيقى ليست هي التي نسمع..ثم الحكايات ليست هي التي نقصّ.. نحن ظلال أيها السادة..
الحبيب ليس هو الذي نعرف ! المكان ليس لنا والزمان ليس زماننا.

لحظة – 3-
صديقي النحّات أخذ عُدّته وأدواته .. طار إلى المشاركة في مهرجان المحرس الدولي..اعتاد أن ينحت خشب الزيتون، فيأخذ التواءات الجذوع، يحترم حركتها ويلصق بها موضوعاً مناسباً فيحالفه النجاح في أغلب الأحوال.
.. هذه المرة الأمر مختلف، إنها مسابقة !
طلب جذع زيتونة كبيرة.. بدأ العمل راح يتأمل .. يعمل ويعمل.. يعرق ويعمل..
ربما كان قد قسا قليلاً على جسد الشجرة .. لقد خانته هذه المرة لم يستطع ترويضها..
تأمَّل الجسد تحسّسهُ بأزاميله وأظافره وكادت الروح أن تفلت منه.
سكب عليها نفطاً وبعود ثقاب أشعله فصار الجسد رماداً وبقيت الروح وكانت النتيجة أن نال الجائزة الذهبية لمهرجان المحرس.

لحظة -4-
باهتمام بالغ دقّ باب الغرفة.. سلم وبكثير من اللطافة دعاني لزيارة معرضه.. استأذن ورحل..
بطاقة ظريفة تدعو لحضور حفل افتتاح المعرض مع كوكتيل.. ذهبت إلى الصالة، وجدت الباب موصداً.. تجمع الناس وأصبح كل واحد منهم ينظر إلى ساعته ومازال باب الصالة مغلقاً. بدأت الضيافة ومراسم الاستقبال ..
وفتاتان جميلتان بدأتا تعلقان لافتة كتب عليها: إن باب الصالة مغلق طيلة فترة المعرض.
كانت الضيافة رائعة لدرجة أن المدعوين نسوا ما قرأوه على اللافتة. حضر الفنان وابتدأ الناس يسلّمون عليه مهنئين ثم يرحلون، وبدوري سلّمت عليه..
رحت لا أعرف إن كان ما شاهدت حقيقة أم وهم !.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*