محمّد رشاد الحمزاوي والحلمُ المستحيلً: محمّد صالح بن عمر 14 فبراير,2018 محمّد رشاد الحمزاوي أستاذي محمّد رشاد الحمزاوي هو، دون منازع ،المعجميّ الأوّل عربيّا.فهو الذي أدخل مادّة المعجميّة الجامعة التّونسيّة في نهاية السّتينات ودرّسها فيها وفي جامعات عربيّة أخرى طيلة عدّة سنوات.وقد نشر في هذا التّخصّص أكثر من خمسة عشر كتابا.وفي سنة 1983 أسّس مع بعض طلبته وزملائه “جمعيّة المعجميّة العربيّة بتونس”.وكنت واحدا منهم.. منذ أن بدأت أعرفه عن قرب سنة 1974لاحظت أنّ حلما عزيزا عليه ،يملأ عليه فكره ووجدانه .وهو تأليف قاموس تاريخيّ عربيّ تُعْرضُ فيه مختلفُ المعاني التي اكتسبتها كلّ كلمة من العصر الجاهليّ حتّى العصر الحديث مع شواهد مقتطفة من أهمّ الآثار المدوّنة في كلّ فترة. في سنة 2012 هاتفني أستاذي وهو يكاد يطير من الفرح ، زافّا إليّ خبر تبنّي المجمع التّونسي لمشروعه، داعيا إيّاي إلى الانضمام إليه لإنجازه. فقلت له : “لكن يا سي رشاد إنجاز هذا المشروع يتطلّب تكوين فريق من الباحثين يضمّ ما لا يقل عن مائة باحث .وهؤلاء يتعيّن عليك دفع أجورهم .فلا بدّ لك للشّروع فيه من توفير ما لا يقلّ عن مليار من الملّيمات”.قال: ” لا تفكّر في الجانب الماليّ. فما دام المجمع وافق على المشروع فلا بدّ من أنّه قادر على تمويله”. وبعد يومين هاتفني ليقول لي انّ وزارة الثّقافة ليست مستعدّة إلاّ لتدفع له مائة دينار في الشّهر .فمضينا في ضحك طويل بصوت عال. ثمّ سألته : ” ماذا أنت فاعل الآن؟”.قال :” لم يبق لنا إلاّ أن نبحث عن هبات ” فقلت له مستغربا ” هبات؟ فأين ستجدها؟” ومنذ ذلك الحين لم يحدثّني في هذا الموضوع وأخشى ما أخشاه أن يكون حلمه قد تبخّر إلى الأبد. 2018-02-14 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet