وجهي نافذةٌ هرمةٌ : حسن العاصي – شاعر فلسطينيّ مقيم في الدّانمرك 24 نوفمبر,2017 حسن العاصي ونحنُ صغارٌ كنتُ أصنعُ مصائدَ للضّوءِ أنصبُ المرايا الضّريرةَ وأستدرجُ الشّمسَ للسّورِ الكحليِّ أمزّقُ من صلبِ السّوادِ ورقةً ورقةً كي يتبعَني رأسُ النّورِ يستنهضُ قلبي ألوانَ الضّياءِ فتتراقصُ العتمةُ دونَ زهرٍ يُذكرُ حينَ يمتدُّ من الكوّةِ الضّيّقةِ صوتُ الجناحِ وعداً وتسقطُ قامةُ الضّوءِ في الشّركِ أُغلقُ العصافيرَ على قلبي أعصرُ ضحكتي فوقَ ظلّي وأتركُ يدي فوقَ ريشِ التّعبِ كي ينضجَ وجهي في قواريرِ الوقتِ السّاعةُ تمامُ العتمةِ من كلِّ ليلةٍ أتسلّلُ خلفَ السّورِ وأوقدُ مزاجي الحنطيَّ أُحرّرُ الضّوءَ وأُطلقُ وجهي من سباتِهِ في الصّباحِ أعودُ لأنصبَ الشّراكَ وأتحايلُ من جديدٍ على الضّوءِ أصطادُهُ مرّةً أخرى وبنزقِ الصّبيانِ أرفعُ مِصيدتي كي يهربَ الضّوءُ ويتلاشى مثلَ كسرةِ ضحكٍ ابتلعَها الحزنُ كنّا أطفالاً نتقاسمُ الطّرائدَ وبستانَ التّينِ نُفرطُ في نصبِ المرايا نتشاركُ القبورَ ويوحّدُنا البكاءُ كلُّ شيءٍ يعودُ لأصلِهِ قادتني فطرتي إلى صفصافِ القريةِ لم يعدِ البستانُ كما كانَ بلا حولٍ تقبعُ المرايا الصّدئةُ في بيتي مرآةٌ عمياءُ كبيرةٌ كثيراً كبيرةٌ بحجمِ السّورِ الكّحليِّ للمقبرةِ لكنّ قلبي الآنَ أكثرَ رشداً من الماءِ الخشنِ كلّما فتحتُ عليه مطري على حينِ غيمةٍ وأمسى وجهي نافذةً هرمةَ الدّربِ يبتكرُ للغيابِ خيلاً لتدوسَني حوافرُ الرّاحلينِ يا اللهُ كم يحبُّ المسافرونَ هذه القبورَ مثلَ حَمَلٍ صغيرٍ استيقظَ متأخّراً في المرجِ الشّرقيِّ دونَ أمّهِ أكبو مرتبكاً أستجدي وجهي ينفطرُ صدري زهرةً وعصفوراً ولا يفلحُ الضّوءُ في الانبلاجِ 2017-11-24 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet