موصليّونَ في المَصحَّةِ النفسيّةِ : عبد الله سرمد الجميل – شاعر وطبيب من العراق 8 سبتمبر,2017 عبد الله سرمد الجميل المريضُ الأوّلُ: إذا رفعْتُم أنقاضَ بيتي وأعدْتُم بناءَه ، فلا تضعوا فيهِ الأبوابَ ، التّشخيصُ: رُهابُ البابِ ( باب فوبيا ) ، السّببُ: طَوالَ ثلاثِ سنواتِ لم تفارقْ عيناهُ بابَ بيتِهِ ، بانتظارِ من يقتلونَ أو من يحرّرونَ ، المريضُ الثّاني: أنا حمارٌ، أنا حمارٌ، أنا حمارٌ ، التّشخيصُ: ندمٌ فائتُ الأوانِ ، السّببُ: غنيٌّ لم يُغادر المدينةَ بعدَ دخولِ داعشَ ، المريضُ الثّالثُ: يمزّقُ أيَّ شيءٍ أسودِ اللّونِ ، لقد فقأَ عينيهِ السّوداوينِ قبلَ يومينِ ، التّشخيصُ: جنونُ الألوانِ ، السّببُ: أقاموا عليهِ الحدَّ في دهاليزَ سوداءَ ، حبَسوهُ في زِنزانةٍ سوداءَ ، أطلقوا عليهِ الكلابَ السّذوداءَ ، عَصَبُوا عينيهِ بلِفافةٍ سوداءَ ، وهم كائناتٌ سوداءُ ، المريضُ الرّابعُ: استخرجْنا من مَعِدتِهِ أعقابِ سجائرَ ، وكارتاتِ تعبئةِ الهاتفِ الجوّالِ ، التّشخيصُ: صدمةٌ ، السّببُ: أعدموا زوجتَهُ أمامَهُ لأنّهم لمحوها تتكلّمُ خلسةً مع أهلِها النّازحينَ ، معَ عُلبةِ سجائرَ مخبّأةٍ في ثيابِها الدّاخليّةِ ، المريضُ الخامسُ: في اليومِ الواحدِ يُفرغُ قِنِّينةَ عطرٍ كاملةً ، التّشخيصُ: الوَسواسُ القهريُّ ، السّببُ: ليُخفيَ رائحةَ السّجائرِ والعرقِ المحليِّ من فمِهِ ، المريضُ السّادسُ صارخاً: انتظروني فقط وسترونَ ، انتظروني فأنا أخوضُ أصعبَ معركةٍ مع نفسي ، إن انتصرْتُ عليها فأسنتصرُ على العالمِ ، انتظروني فقط وسترونَ ، انتظروني فأنا أسدٌ جريحٌ الآنَ ، التّشخيصُ: انفصامُ الشّخصيّةِ ( شيزوفرينيا ) ، السّببُ: أيّامَ التّحريرِ كانَ محاصراً في بيتِهِ ، فلم يقدِرْ أن يُسعِفَ أباهُ النّازفَ حتّى الموتِ ، المريضةُ السّابعةُ: لكَ الحمدَ ربّي أنَّ السّماءَ رفعْتَها بغيرِ عمدٍ نراها ، ولا تراها الطّائراتُ ولا الصّواريخُ ولا الأقمارُ الصّناعيّةُ ، وإلاّ لقصَفوا سماءَكَ وهَوَتْ فوقَنا النّجومُ ، كما قصَفوا سقفَ غرفتي وهوتَ فوقَ زوجي الحجارةُ ، أنا لن أنامَ إلاّ في العراءِ ، أنا لن أنامَ إلاّ تحتَ سماءِ اللهِ ، التّشخيصُ: رُهابُ السّقفِ ، السّببُ: سقوطُ سقفِ غرفةِ النّومِ ، المريضةُ الثّامنةُ: بالمنديلِ تُلمِّعُ حَمَّالةَ المفاتيحِ ، كمن يمسَحُ دموعَ الآخَرِ ، تقولُ لها باكيةً: سامحيني يا حمّالةَ المفاتيحِ ، أدري أنّ مفاتيحَ بيتي القديمةَ هم أولادُكِ ، لكنّ البيتَ تهدَّمَ ، أرجوكِ اقبلي مِفتاحَ البيتِ الجديدَ ، التّشخيصُ: كآبةٌ ، السّببُ: البيتُ الذي تهدّمَ وَرِثَتْهُ عن أجدادِها وكذلكَ حمّالةُ المفاتيحِ. 2017-09-08 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet