اِرحلْ ..واتركْ قديمَكَ: شعر : محمّد بن رجب – قليبية – تونس 30 يونيو,2017 محمّد بن رجب تسألُني حقيبةُ السّفرِ تحدّثُني كلَّ حينٍ…. كيف لا أغادرُ البيتَ الحزينَ ولا أفتحُ الحقيبةَ … لشحنِها بالأحذيةِ الجديدةِ ..وبالبدلاتِ دون أن اّنسي معجونَ الأسنانِ وعطري القديمَ ..والمكمِّلاتِ أراها الحقيبةَ دومًا …أراها بلا حنينٍ. ..ولا حنانِ لكنّني أحسُّ برغبتِها في التّرحالِ الرّغبةُ في السّفرِ تأكلُها… إنّما ….ليس لي ما أقولُه لها … …… “كلُّ شيءٍ في مكانه “ قالتْ غاضبةً حتّى كأسُ الماءِ أنتَ لا تحرّكُها من على المنضدةِ لا تغيّرُها بكأس أخرى .. كأسُكَ رافقتْكَ بتاريخِها المبلّلِ بالدّموعِ من زمانِ الأحزانِ الأولى … والغرفةُ حيثُ فراشُكَ ..وعطرُها لم تفتحْها …أبدًا أنتَ خائفٌ أو أنتَ كالخائفِ سافرْ..ارتحلْ… غيّرِ الوجهةَ ….. انزعْ سحنتَكَ الملتصقةَ بالذّاكرةِ المثقلةِ ..وأرحْ بعضَكَ ..أو كلَّكَ وارتحلْ … الأرضُ تعبتْ منكَ… لم تعدْ تحتملُكَ … كلَّ يومٍ تمرُّ منها وعليها فانهدّتْ بقدميْكَ المتعبتينِ ولا سفرَ..َ لا خروجَ من نفسِكَ … منذُ عمرٍ ..من سنينَ.. . اِرحلْ …. فالسّفرُ أفقٌ واسعٌ…. والأفقُ بريدُكَ فعلاً فانطلقْ ….في كونِكَ الجديدِ…. لا تكنْ أنتَ …أنتَ بل كنْ أنتَ الجديدَ… ارفضْ تراكماتِ العمرِ القديمِ… ارفضْ أناكَ انطلقْ …في الأفقِ حلّقْ في أرجائِها… وانسَ هذي الطّريقَ التي قتلتَها… فهي ترغبُ في أن تراكَ مرتحلاً ماسكًا بالحقيبةِ … متّجهًا نحوَ المطارِ…أيِّ مطارٍ… أو عائدًا منه غيّرْ حياتَكَ… واتركِ المقهى الذي أنهكَكَ ثرْ عليه..وعلى جلاّسِكَ… بدّلْ بابَ بيتِكَ الكبيرَ وتحرّرْ من ذاكَ السّريرِ كم أنت قديمٌ يا سيّدي… انفضْ عنكَ غبارَ السّنينَ واكسرِ المرايا… واكتبْ قصّةً أخرى… واتركِ الشّعرَ للشّعراءِ أنت يا سيّدي لستَ شاعرًا وارتفعْ في الآفاقِ الشّاهقةِ حدّثنا من هناكَ… من عالمِكَ الجديدِ… اكتبْ تاريخَكَ الجديدَ وارسمْ خطوطًا واضحةً لعمرٍآخرَ ابحثْ عن ابتسامةٍ أخرى عن سماءٍ أخرى… عن دارٍ أخرى … عن حديقةٍ أخرى… واصرخْ بأعلى الأصواتِ… أنّكَ إنسانٌ جديدٌ …. وأنّكَ حرٌّ أنهيتَ عاداتِكَ الثّقيلةَ وحركاتِكَ المتكرّرةَ البليدةَ وانتصرتَ للحياةِ المفعمةِ بالجديد… ليسَ لكَ إلاّ الرّحيلُ… فارحلْ ارحلْ… واخترقْ كلَّ الآفاقِ… أيّها الرّجلُ الجديدُ خذْ حقيبتَكَ …وارحلْ لا تعدْ إلى قديمِكِ…وعاداتِكَ وأشيائِكَ المهترئةِ… كنْ أنتَ ..بكلِّ جديدٍ …. إنّها هناكَ …حديقتُكَ الجديدةُ تنتظرُ عودتَكَ .. من سمائِكَ بلا غيومٍ والعمرُ شاهقٌ مشرقٌ ينتظرُكَ… ينسابُ في شرايينِكَ بحبٍّ للحياةِ أعمقَ أعمقَ من حياتِكَ العتيقةِ… فافتحْ ذراعيْكَ، فافتحْ ذراعيْكَ واحتضنِ الاتي … وهو منك جديدٌ يحملكُ إلى كلِّ جديدٍ… 2017-06-30 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet