آلامُ العَائلةِ: شعر: محمّد بوحوش – توزر – تونس 6 أبريل,2017 محمّد بوحوش الأبُ مُنشغلٌ باللّهِ والأمُّ بشَهوةٍ حادّةٍ تَقضِمُ أصابعَ خُبزِها اليوْميِّ، وتَطهو على نارِ أعْصابِها الواهنةِ شايَ الصّباحِ… يَتحلّقُ الأطفالُ حولَ مائدةِ الفَطورِ يمْضغونَ الصّبرَ : في انتظارِ أنْ تجودَ عليهمْ حُكومةُ الثّورةِ برغيفٍ وبدْلةٍ مَدرسيّةٍ زرْقاءَ الشّمسُ تَفرِك يديْها اليابِستيْنِ لتُرسلَ أشعّتَها الصّفراءَ على بَهْوِ الدّارِ. تتَجمّعُ العائِلةُ… تسْتقبلُ أولَى تبَاشيرِ الفجْرِ بدمٍ فاتِرٍ ونظراتٍ مُطفأةٍ سوْداءَ. كلُّ الأفرادِ إلى المَدينةِ ينْصرِفونَ، بحْثا عنْ أملٍ ضائعٍ قبلَ مُنتصفِ النّهارِ: الطّفلُ إلى الشّارعٍ الأبُ إلى اللهِ ، الفتاةُ الصّغيرةُ إلى مَصبِّ النُّفاياتِ، الأمُ ، المُولعَةُ بتَمشيطِ آلامِها، إلى مَقبَرةِ الشّهداءِ تتضرّعُ إلى الموْتى والصّالحينَ ، الصّابرينَ في السّرّاءِ والضرّاءِ وحينَ البأسِ… عسَى أنْ تُرْزقَ بقوتٍ يوْميٍّ ثَمّةَ في خَاطِرها آمالٌ وقبّعَةٌ زرْقاءُ: فحُكومَةُ مَا بعدَ الثّورةِ جادّةٌ في مُكافحةِ آفاتِ الفقرِ وتجْفيفِ مَنابعِ الإرْهابِ. ستَجوعُ العَائلةُ (غيرُ الحُرّةِ) وتأكلُ منْ ثدْييْهَا .. في انتظارِ أنْ يتَوافقَ الفُرَقاءُ على الدُّستورِ ، وسياسةِ تأمينِ الغذاءِ. الدّستورُ الجديدُ سيَمْنحُ هَويّةً للعَائلةِ. قبلَ خَمسينَ عامًا ونيْفٍ ، لمْ يَكنِ الأبُ مُنشغِلاً باللّهِ، لمْ يكنْ يَتساءلُ حينمَا ينْهضُ في الصّباحِ: أهوَ عَربيٌّ – مُسلِمٌ أمْ مُسلِمٌ عَربيٌّ: لمْ يَكنْ ثمّةَ أطفالٌ … سَيولدونَ ويُنشِدونَ : “نامتْ نواطيرُ تونسَ عنْ ثعَالبِها … فقدْ بشِمْنَ ومَا تَفنَى العَناقيدُ” سَيجيءُ الدّسْتورُ وتَنطِقُ الأمُّ البلْهاءُ باللّغةِ العَربيّةِ ، ضَاحِكةً مِلْءَ شَدقيْهَا ، والخُبزُ يفِيضُ على فمِها البرْبريِّ المُضاءِ بقوانينِ المَجلسِ التّأسيسيِّ… ستضّاحكُ الأمُّ حتّى تثورَ الثّوْرةُ الصّفْراءُ ، وتندَلقَ الأمْعاءُ. 2017-04-06 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet