يعودُ الحمامُ إلى برجِهِ من جديدٍ
و تُورِقُ في الحقلِ أشجارُ لوزٍ و تينٍ
يَطِيرُ الفراشُ هنا و هناكَ
و يُزْهِرُ حبّيَ في جَنَباتِ القصيدِ
أقولُ سلامًا..
على من إذا ما رأتْها النّجومُ
تودُّ بكلِّ اشتهاءٍ، بكلِّ حنينٍ
معاقرةَ النّورِ من مُقلتيْها
و ترغبُ لو أنّها في مدارِ هواها تحوم
سلامًا على من إذا ما رآها القمرْ
يودّ بكلِّ جنونٍ مقاطعةَ الأرضِ..
كي يغتدي في مدارِ هواها قمرْ
* * *
لقد مرّ فصلُ الشّتاءِ
و زهركِ مازالَ مستغرقًا في السُّباتِ
أنا شهرُ نيسانَ أنشرُ في الأرضِ عطرَ الحياة
فهاتي زهورَكِ؛ لا تفزعي من مروري
فهذي الطّبيعةُ لا تعرفُ الخصبَ إلاّ غداةَ حضوري
و حينَ أغيبُ تغورُ الـمياهُ
يغشّي الذّهولُ الوجودَ و قد غابَ عنه النّمـاءُ
لقد مرّ فصلُ الشّتاءِ العنيدُ
و حلّتْ على راحتيّ فصولُ اللّقاءِ
فمدّي يديكِ تُعانِقْ يديَّ
لنبدعَ في الكونِ كونًا جديدًا
يكونُ به العشقُ أرضًا
و تصبحُ فيه الأماني سماءً
فليسَ كمثلِكِ أنتِ إلهةُ عشقٍ
و ليس كمثلي إلهُ رجاءٍ