عطرُ الذّكرياتِ.. :قصّة قصيرة : بختي ضيف الله(المعتز بالله) – حاسي بخيخ – الجزائر 18 ديسمبر,2016 بختي ضيف الله(المعتز بالله) مرّ بجانبِها،وقد تركَ رائحةَ عطرٍ من زجاجةٍ باريسيّةٍ كان يخبّئها في جيبِ معطفِهِ،وصعد إلى غرفته في الطّابق العلويّ . دخلت هي إلى غرفتها بعدما تذكّرت لحظة اللّقاء الأوّل،راحت تبحث في خزانتها عن صور تحفَظ الذّكريات الجميلة؛الابتسامة لم تفارق وجهه وهو على أريكته الجلديّة وأمامه مائدتُه ذات الزّخرفة الشّاميّة . – ما أطيبَ قهوتَكِ يا سيّدة البيت ..! هكذا كان يجاملها في كلّ مرة وهي تقدّم له قهوته ..فيحمرّ وجهها خجلا وحياء..! ابتسمت للذّكرى،وبكت لرحيله الذي مرّت عليه ثلاث سنوات كانت مليئة بالحبّ الدّافئ . الدُرْجُ العلويّ لا يزال يحضن زجاجات العطر الورديّة،فرغت من كل شيء إلاّ من اللّحظاتِ السّعيدة،كأنّها ترشّ المكان بورد الحدائق..! كم كانت عيناها سخيّة الدّمع كسخاء زجاجاتها..! دقّت زوجة ابنها باب غرفتها،مسحت هي أثر الدّمع. – اُدخلي ..يا ابنتي.. – عمّتي،هذا العطر لكِ.. أنا لا أحبّه..أخطأ ابنك في عنوانه ..! ابتسمت ابتسامة بلون الحزن وقبّلتها.. – أنا أنثى مثلك..خذي عطرك يا ابنتي واصعدي إلى زوجك وعيشي للذّكرى واكتبيها بصدق ..إنّما نحن صور عابرة.. 2016-12-18 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet