عـــرضُ أزيـــاءٍ : شعر: عبد الله سرمد الجميل – العراق 7 نوفمبر,2016 عبد الله سرمد الجميل الــعــرضُ الأوّلُ: أنـــا مُـــفـــرِطٌ فـــي إنـــســـانـــيَّـــتـــي ، لــدرجــةِ أنّـنـي صــمَّــمْــتُ مــلابــسَ لــلــتّــوائــمِ المُــلــتــصِــقــةِ ، * العرضُ الثّاني: على السَّجَّادَةِ الحمراءِ ، مزَّقَتْ عارضةُ الأزياءِ فُسْتانَها ، وصاحَتْ: صَوِّرُوني أيُّها العُراةُ ، صَوِّرُوا أثارَ التّعذيبِ على جسدي ، * العرضُ الثّالثُ: ترتدي عارضةُ الأزياءِ العراقيةُّ عباءةً مثقوبةً بالرّصاصِ ، وبَدَلُ الخَلْخَالِ شريطٌ كَهْرَبائيٌّ يَرِنُّ عندَ الاقترابِ منَ الألغامِ ، أمّا جواهرُ قلادتِها فمن نُوَى التّمرِ ، * العرضُ الرّابعُ: قبلَ انطلاقِ العرضِ بدقائقَ ، حرجٌ شديدٌ أصابَ مصمِّمَ الأزياءِ ، وهو يحاولُ أنَّ يُلبِسَ العارضاتِ ، لاحظَ أنَّ مقاساتِهنَّ قد تغيَّرَتْ ، الغبيُّ لم يُدرِكْ أنّ المرأةَ كتلةٌ من دمعٍ ! * العرضُ الخامسُ: الإنسانيَّةُ في القرنِ الواحدِ والعشرينَ قصَّتُها كالآتي : مصمِّمُ أزياءٍ يستعيرُ من مستشفى السّرطانِ ، فتاةً يتيمةً صلعاءَ نتيجةَ العلاجِ الكيماويِّ ، يُلصِقُ لها شَعْراً صناعيّاً ، ثمَّ يضعُ صورتينِ لها على منتجٍ لعلاجِ تساقطِ الشَّعْرِ ، يكتبُ تحتَ صورتِها الأولى الصلعاءِ: قبلَ الاستعمالِ ، ويكتبُ تحتَ صورتِها الثانيةِ: بعدَ الاستعمالِ ، * العرضُ السّادسُ: عرضُ الأزياءِ في مَنْطِقَتِنا ، أن تجلِسَ النّساءُ على الرّصيفِ ، ثمَّ تُزَفَّ توابيتُ أبنائِهِنَّ في الشّارعِ الرئيسِ ، توابيتُ بمقاساتٍ مختلفةٍ ، وبعدَ انتهاءِ العرضِ تصفِّقُ النساءُ بدموعِهِنَّ ، * العرضُ السابعُ: كأنَّ التّجاعيدَ أزياءٌ غيرُ مَكْوِيَّةٍ ، * العرضُ الثّامنُ: في عرضِ الأزياءِ الدّاخليّةِ ، أجملُ عارضةٍ كانت الشّجرةَ العاريةَ ، * العرضُ التّاسعُ: ما إن دخلَتْ عارضةُ الأزياءِ الممشى حتّى طارَتْ ، كانَتْ تلتحفُ بِعَلَمِ العراقِ ، * العرضُ العاشرُ: بعدَ ذهابِ عارضةِ الأزياءِ الأولى ، ترقَّبْنا إيابَ العارضةِ الثّانيةِ ، لكنَّ العارضةَ واحدةٌ والزِّيَّ لم يتبدَّلْ ، شتمَ الجمهورُ المُصمِّمَ ، وحدي من أطلقْتُ بصيرتي ، وحدي من شاهدتُ أزياءَ قلبِها ، 2016-11-07 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet