ســــلامًا بريســـــكَا : شعر : زهور العربي – تونس 6 نوفمبر,2016 زهور العربي قالَ وهو يخلعُ أسمالَ النّعاسِ، وينعتقُ بإعياءٍ من قبضةِ العتمةِ : “أكنتُ من أهلِ الكهفِ ؟ أنمتُ سنينَ عددًا ؟ أكنتُ ذلكَ الهاربَ من زمنِ دقيانوسَ ؟ أم حلمًا محنّطًا في قبوِ الذّاكرةِ ؟ أم نبضًا خالدًا في تجاويفِ قلبٍ مقدّسٍ ؟ أكنتِ قبسًا فَضَّ غشاءَ سُدمِ الذّاكرةِ ؟ كيف بعثتني في الهوى قلبًا فتيّا ؟ أمكثتِ عند الرّقيمِ تعدّين ثلاثَمائةِ سنةٍ وتسعًا !؟ أأنتِ “بريسكَا” قدّيستي في زمنِ الجدبِ؟ … أكنتِ ملاكي الحارسَ تزُخّينَ بماءِ الانتظارِ ثَرايَ ليظلَّ رطبا نديًّا ؟ أم مُنجّمةً شقّتْ بعصا الهوى أرضَ الموتِ؟ وبعثتْني طيفًا متسربلاً بعُريِ الطّبيعةِ، أ بريسكا علّميني كيف أحيا بعد جمودٍ، علّميني كيف أحلّقُ بريشِ الحلالِ، علّميني كيفَ أتنفّسُ برئةٍ يملؤُها غبارُ الكهوفِ، أحقّا نمتُ لقرونٍ ؟ أحقّا أنا خارجَ العُرفِ أعزفُ لحنَ حبٍّ حُفظ طويلاً في اللّوحِ المفقودِ؟ آهٍ بريسكا يا أميرتي الحالمةَ … ( يا نسيمَ الريّحِ ) ألبسيني بُردةَ الحلاّجِ، تعالي نتحلّلُ في ينابيعِ العشقِ السّرمدِ، يا طيفي الآتي من قمقمِ المستحيلِ، أنقذيني من براثنِ الدّهشةِ، دثّريني .. بشعرِكِ اللّيليِّ، آويني في صدرِكِ الدّافئِ فقد أعياني البحثُ عن مرفإٍ، لم أحسَّ الصّقيعَ إلاّ حينَ لفحتْني أنفاسُكِ ولاحَ الصّبحُ ضحوكًا… من بينِ شفتيكِ المرمرِ، انفُخي الرّوحَ في جسدي المحنّطِ، علّميني دروبَ الضّوءِ يا ابنةَ الشّمسِ، علّمي عيني كيف تستضيءُ بعينيكِ، اِقذفيني في يمِّ الهوى رُبّانًا، كوني بوصلةً ممغنطةً تروّضُ كلَّ اتّجاهاتي، كوني حوريّةَ البحرِ وازرعيني في العمقِ الأعمقِ، اِزرعيني في بطنِ الغيمِ أغسلُ بقايايَ من وحلِ الزّيفِ، لم يعد يعنيني أمانُ اليابسةِ. اِلقيْني في يمّكِ قربانًا لآلهةِ الطّهرِ، دعيني أتهجّىَ أبجديّةَ الخلاصِ، أعلّمُ قلبيَ النّائمَ كيفَ بأجنحةِ الحُلمِ يحلّقُ، يا قريني العائدَ من غياهبِ الغربةِ، ما عادَ الحرفُ يُسعفني، إليّ بقواميسَ سمانٍ تُشبعُ أحاسيسَ عجافاً كي تُزهرَ، خذيني إلى وادي عبقرَ أعاقرُ معكِ نبيذَ البوحِ، وننفلقُ في حضنِ القصيدةِ برعمًا يعانقُ برعمًا، 2016-11-06 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet