أستوقدُ بالماءِ غُمومي : شعر : حسن العاصي – شاعر فلسطينيّ مقيم في الدّانمرك 8 سبتمبر,2016 حسن العاصي عابرٌ إلى رملٍ يغسلُ الخطايا صوبَ ودائعِ الزّيتونِ أسبحُ في الأرضِ تماماً شرقَ اللّيلِ الجاثمِ فوقَ النّهرِ أحملُ العصا أختبرُ توبةَ الدّروبِ لم يمسّني لونُ المعصيةِ منذُ استلَّ المطرُ كفَّ الصّباحِ الأبيضِ كنتُ استوقدُ بالماءِ غمومي وقد بلغَ الظّمأُ الانشطارَ كانت هناكَ ترتدي شالَ الأولياءِ لا تشبِهُها شرفةُ الصّلاةِ ولا سِدرةُ المرايا تحملُ في الضّفائرِ البيضاءِ موتاً يليقُ بالغريبِ قالتْ: من اصطفاكَ بساطاً للنّعشِ؟ ومنْ وهبَكَ الفرسَ؟ قلتُ: كان لي كرامةُ البكاءِ بمقامِ القبورِ قالتْ : واكبداهُ حزنُكَ موتورٌ أيّها الشقيُّ على بعدِ وطأةٍ من النّشورِ مثلَ صدعِ التّرابِ انشقَّ اللّيلُ موجاً بمذاقِ الرّيحِ ملأتْ يقظتي بالإيمانِ ارتعشَ الفراغُ في الغيبوبةِ الثّانيةِ لا علمَ لى أيُّ الأخضريْنِ غفوتُ على قارعتِهِ لم أُفِقْ سلختُ جسدي توسّدتُ دهشةَ البياضِ ثوباً للكفنِ قالوا: خلفَ الوادي يشيبُ صوتُ المطرِ استنشقتُ طيبَ العذارَى قبل أن يرمقَ التّرابُ جسدي الباردَ في الثّلاثاءِ الخامسِ للموتِ قالتْ بناتُ العمِّ: هنا يرقدُ الغريبُ وُلِدَ من رَحِمِ التّهجّدِ عاشَ سبعينَ طعنةً وماتُ ضريراً في الأربعينَ قبلَ بلوغِ الفِطامِ 2016-09-08 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet