بمناسبة معرض الرسّام محمّد شلبي بالبلفيدير ( تونس) : محمد شلبي فنّان آخر من زمن الحيرة الكبرى… 31 ديسمبر,2015 الفنّان التّونسيّ محمّد شلبي كيف أرسمك أيتها الأشياء و التفاصيل..كيف أفتفي أثرك و أمحو بياض الأحوال..و هل ثمة أحوال خارج سرب عناصرك المفعمة بالنظر و بالآه..ما الألوان إلا ترجمان للقول بالذات و هي تكابد للإقامة المثلى..بين الوردة و السكين..هناك مجال للذهاب الى الينابيع و الى الأشياء البعيدة حيث الغناء العالي بأصوات خافتة.. هذا هو الفن في نزوعه النبيل و في خروجه عن المألوف ..قولا بالكينونة و انتصارا لما هو كامن فينا من حب و سؤال أصيل يرنو الى احتضان الحيرة و الهواجس و الصفاء النادر.. نمدحك أيتها العذوبة الكبرى و نحن نصغي لكائناتك المأخوذة بالطفولة الباذخة …و بالهذيان نمجد هذا الهذيان وعلى جسور الرغبة نراوح بين معنى و معنى و بين لونين نقتفي آثار ألوانك المجد لغنائك السائر على وجه العناصر .. خبر الوجوه و الأحوال و التفاصيل و مضى مثل اطفال جدد و بلا ذاكرة.. هو الفنان التشكيلي ..محمد شلبي..هام بواحة من الوجوه و انتصر للحالة بعيدا عن الآلة راح يكشف شيئا من عوالمنا بما منحته القماشة و الألوان من حميمية افتقدنا أكبر مسحاتها ر..يبث فينا بعض سؤال لايلوي على غير القول بما هو نادر في التعاطي مع الفن ..و الفن عنده هذه العزلة الجميلة الموحية و المولدة و القائلة بالابتكار العظيم.. عرفته من سنوات يلهج بالنشيد التشكيلي و ينشد الخروج عن المألوف و العادي ..هي لعبته الفنية المفضلة في هذا المشهد الكوني.. أخذ عن الأب متعة الرسم و مضى بها ينحت خطاه من عمر الطفولة -13 سنة- و شغف بالقراءة و اطلع على فنون الرسم و كبار الفنانين ..الآن هو فنان ممتلئ بذاته..الرسم لديه فسحة للمرح و الوقوف بوجه الرعب و قتلا للخوف ..إنها الحالة الشغوفة بالإنسان و بالحب..و بالقيم و الحياة.. انطلقت معارضه من فضاء متحف سيدي بوسعيد قبل أكثر من عقدين ..انطباعي المنحى و الهوى يمتح من عطور سيزان و رينوار و فان غوغ…و هكذا..هو على رأي نيتشة ” لدينا الفن كي لا تقتلنا الحقيقة “هو من عشاق مدرسة الحياة.. وجوه الناس الحيارى و المأخوذين بالذهول او ما يشبه الانتظار..القردة ..الأجسام المتوثبة و المتحركة..المهرجون..و مشاهد أخرى مختلفة..سيد للبورتريه بامتياز..هي حالات أعماله و لوحاته يحضنها بشوق المحبين لفنهم ..أحلامه فنية ملطخة بألوان الدهشة و سيرتها الأولى.. محمد شلبي فنان آخر من زمن الحيرة الكبرى التي تاه فيها المفكرون و الشعراء و الفلاسفة..الرسم لديه حياة بعينها و الحب طريقه و طريقته المثلى لحظة الهبوب..هبوب الفراشة.. تقديم : شمس الدين العونيّ – تونس 2015-12-31 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet