خريف: شعر: جوزي لوموانيي – شاعر فرنسيّ 12 نوفمبر,2015 جوزي لوموانيي – شاعر فرنسيّ لن أميلَ ، في ما أعتقدُ ، بعدَ اليومِ إلى جهةِ الحياةِ فالبلادُ الخلفيّةُ لن تكونَ لي مَوْشورًا محرِّفًا ووراءَ الرَفِّ العنيدِ لجفونِ الرّيحِ تفقدُ الشّرارةُ بصرَهَا تغلبُ على هذا الشّاعر الشّواغل الظّاهراتيّة فلا تكاد تغيب في أيّ نصّ من نصوصه .وهي نابعة لديه من حساسية أكثر ممّا هي قضايا فكرية.وفي هذه المقطوعة المضلَّعةِ – وهو الشّكلُ المحبّب عنده – يعرض علينا فرضيّة في شكل صورة مجازيّة يمكن اختزالها في علاقة السّبب بالمسبَّب التّالية: خسارةُ فائدةٍ ( وهي موشور محرِّف ) + ظهور عنصر ضارّ فجأةً (الرّيح التي تعمي الشّرارة) قد انجرّ عنهما ، في ما يبدو (في ما أعتقدُ) ، سلوك المتكلّم الطّريق المعاكسة لجهة الحياة .هذه الفرضيّة التي صاغها الشّاعر على هيئة صورة مجازيّة وبناها في الظّاهر بناء منطقيّا تقتضي أمرين : أوّلهما ألاّ يكون تعلّق الإنسان بالحياة الدّنيا إلاّ نتيجة لرؤية محرّفة تغرسها البيئة الأصليّة في الذّهنيّة الجماعيّة ( البلاد الخلفيّة)، الثّاني هو أنّ الحياة ، في الحقيقة ،من العسير أن تكون هنيئة، لكثرة ما يشوبها من منغّصات .وهو ما يجعل توظيف رمز ” الريح” هنا في محلّه ، بالنّظر إلى آثار هذا العنصر الطّبيعيّ السّلبية وخاصّة منها ما يتسبّب فيه من تعكير وتشتيت .وكذلك شأن رمز الشّرارة المصابة بالعمى الذي من دلالاته المحتملة هنا انسداد الأمل، لما توحي به الشرارة في العادة ( أي في عكس هذه الحالة) من حرارة ودفء. فهل يكون إقبال الإنسان عندئذ على مباهج الحياة وملاذّها ، من منظور هذا الشّاعر،ضربا من التّعويض يرمي به على نحو لا واعٍ إلى نسيان وضع مأسويّ يتخبّط فيه ؟ على أنّ هذه الاستنتاجات التي قد يدعمها لفظ العنوان ” الخريف”، لدلالته الرّمزية على المنعرج الأخير في الحياة، لا شيء يمنع، من أن يكون لها بعد آخر وجوديّ مداره على رؤية الإنسان المتقدّم في السّنّ المخصوصة لثنائيّة : الحياة /و الموت . أسلوبيّا قد حُبكت هذه الأبيات بمهارة فائقة .وذلك بفضل بتكثيف الدّلالات الحافّة والمعاني الثّواني. 2015-11-12 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet