ليس لي بيتٌ: شعر :بوجمعة الدّنداني – تونس 10 أبريل,2021 بوجمعة الدّنداني هذا الصّباحَ تأمّلتُ وجهي لم أرَ أمرًا غريبًا : جبهةٌ عريضةٌ كعادتِها عينانْ ناعستانؤ ضيّقتانِ وذقنٌ مدبّب ٌ وأنفٌ يشتمُّ لهيبا آتيًا وفم يبلعُ ما توافرَ ومعدةٌ ترحي الحصى و القصبَ ما الغريبُ اليومَ في وجهي ؟ ما الغريبُ في هذا الصباحِ المحتقنِ ؟ ما الغريبُ ؟ لا خدوشَ ولا انتفاخَ قلّبتُ وجهي يمينا وشمالاً بي قلقٌ لست أدري مأتاهُ توجّستُ من طائرِ أسودَ حطّ على نافذتي وبكى كما بكى طائرٌ من قبلُ على كيم ال سُونجْ لماذا السوادُ دائما قرينُ الكذبِ؟ تحرّكتْ ريحٌ خفيفةٌ مسحتْ بلّورَ النافذةِ طار بعيدا ليتابعَ المشهدَ حرّكت شيئا دفينا في داخلي وقف في الظّهر كالمبردِ وظلّ يضغطُ يضغطُ حتى كأنَّ أضلعي تتمزّقُ و كالمدية تخرجُ من ظهري تقلّبت قلّبتُ نطّ ّ قلبي في يدي وابتدأ الركضُ لم تكن معركةً متعادلةً كنت ألهثُ وكان يجري وقادني إلى مساربَ لا أعرفُها قال لي اخرجْ من العتمةْ هل تعرف أنّ هناك شمسًا وقمرا وشجرا وظلا وبحرا وموجا ونورا يَهمي من السّماءِ وماءً يدفقُ وأفقا وامرأةً متلهفة تعشقُ قلتُ وكيف أعشقُ ؟ وليس لي خيلٌ كثيرٌ ولا قليلٌ ولا ماء وليس لي نجمٌ يضيءُ ولا سماء ولا مستقبلٌ يجيء ولا زرعٌ ولا ضرعٌ ولا كلأ ولا نبتٌ ولا ظلّ ولا طلٌ ولا مرج ولا موجٌ ليس لي سوى كلمةِ أقيم فيها وتخت مبحوحٌ هو كالبكاء في جسد مجروحٍر فلا العين عينٌ ولا اليد يدٌ ولا الذراع ذراعٌ فأين جسدي لأسكنَ فيه جسد محروقٌ وجسد مقطّعٌ وجسد مسروقٌ فأين بيتي لأقيم فيه ؟ ولا نافدة لاستقبل الموتَ منها وقد احتشدتْ رياح الأرضِ كلّ رياح الأرضِ لتهدمَهُ وتقتلعُني فكيف أعشقُ ؟ جرّني إلى الخلاء وانتفضَ أليس لي أن أعشقَ شمسا مُورقةً وطلعةً عامرةً وزنبقةً ؟ وأن أخفقَ لامرأةٍ عاشقةٍ ؟ وامرأة شبقةً ؟ وأن ألوب على موجةٍ غامرةٍ ؟ ووردةٍ عابقةٍ ؟ ولمّا هدأ قلتُ وأنت تلوبُ لابدَّ من عودةٍ يا قلبُ أنا بيتُكَ وكلُّ من في الأرضِ له بيتٌ إلاّ أنا ليس لي بيتٌ سوى عروبتي تدفئني وعروبتي ليس لها بيتٌ 2021-04-10 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet