لاجئان: شعر: بشر شبيب- شاعر سوريّ من دمشق 5 ديسمبر,2020 لاجئان: شعر: بشر شبيب، من دمشق – سورية أنا وأنتِ عابران .. مسافرانِ إلى البعيد على بساطٍ من دخان ما في حقيبتنا سوى وطنٍ صغير وطنٍ ينامُ على جوازٍ خائفٍ من كلِّ ختمٍ في المطار وكلِّ مأمورٍ وسورٍ أو بناءٍ للبريد وطنٍ يحاولُ أن يقولَ ولا يقول وطنٍ يحاولُ أن يكونَ ولا يكون وفي عيوننا يا عزيزتي في عيوننا نكبتان أنا وأنتِ عابران .. مواطنانِ بلا وطن، وحالمانِ بلا حلم، وطائرانِ بلا سماء، وعاشقانِ لأنّنا جسدانِ يجمعنا مكان وثابتانِ لأنّنا متحرّكان .. لأنّنا في البحرِ نبحثُ عن فراشاتِ الربيع عن قطرتينِ من الحياة عن أيِّ حلمٍ أوسعٍ من خيمتين، بَنَتْهُما .. يدُ الحضارةٍ في ثوان أنا وأنتِ في الحقيقةِ لاجئان * ولا مكان .. لنا يا عزيزتي لا مكان سوى الهوامشِ والخيام لا مكان .. لم يبقَ في جسدِ الحقيقةِ إلا أغنيةُ الختام وقصيدةٌ مجنونةٌ قد حاولت نزعَ اللثّام قد حاولت أن تستمرَّ في عبورها للأمام هل تذكرينَ إذا لمستكِ من أنا؟ هل تذكرينَ قصيدتي الأولى !! وقُبلتي الأولى !! وقضيتي الأولى !! وأحلامي المطيرةَ كالغمام ؟ وجهي بقايا من بلادٍ لا تنام وصوتي أغنيةُ الحمامِ ورقصُها فوق الرخام أنا من بلادٍ كلُّ ما فيها بسيطٌ كلُّ ما فيها يفكّرُ بالسلام يهفو إلى مستقبلٍ أحلى يكفي بأن يأتي إليهِ بـوردةٍ أو فلّةٍ على ما يُرام * وأنتِ آخر ما تبقَّى عندي من هذي البلاد، آخر ما يمدّني بالأماني وبالأمان أنا وأنتِ ربّما لا نستطيع مثلَ آلافِ العصافيرِ الصغيرةِ أن نطير .. أو نسير أمامَ وردِ الياسمين، وبينَ أزهارِ البنفسجِ كالجميع لكنّنا نبقى القصيدةَ والموسيقى والأغاني الساحرات نبقى الأصابعَ فوقَ أوتارِ الكمان نهزُّ وجدانَ الحياة نبقى وإن لم تعترف بنا دولةٌ في الأرضِ أنا وأنتِ يا عزيزتي موطنٌ .. وحكومةٌ شرعيّةٌ .. ومواطنان 2020-12-05 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet