ومضُ الرّؤى: خطراتٌ في هواجس الحسين بن منصور الحلاّج : أحمد عبد العزيز الحمد- حمص – سورية 2 نوفمبر,2020 أحمد عبد العزيز الحمد لَكَمْ حارَ فيهِ الأنامُ .. وتاهُوا ! لهمْ .. أنْ يثوبُوا إلى غِيِّهِمْ مُعرِضِينَ ، ولي .. أنْ أُماهي اليقينَ إلى أنْ تصيرَ (أنا)يَ .. (أنا)هُ . وَلِيْ .. أنْ أعودَ إلى داخلي مستنيراً ، وأقفوَ حَدْسي إلى مُنتهاهُ . ولي .. أنْ أُطيعَ رؤايَ ، لَعَلّي ، إذا غابَ عنهمْ .. أراهُ ! … فيوضٌ من النُّورِ قد وَحَّدَتْني بأَلْطافِهِ ، فاسْتَضَأْتُ ، فخافَ الملوكُ ، لأنَّ الملوكَ لهم غيرُ نورٍ .. وما لي سِواهُ . عَصَيْتُ الضَّرورةَ حتَّى رأيتُ بأنَّ التمادي بطولِ التشهّي حرامٌ ، وأنَّ شجى النفسِ من نفسِها ! وآمنتُ أنَّ مدى الأرضِ أضيقُ ممّا يُظَنُّ وأنَّ الكثيرَ من الحلمِ إثمٌ ، وحريةَ النفسِ في حبسِها ! عصيتُ الضرورةَ .. حتى عروجِ الكلامِ إلى ما لا يطيقُ البيانُ ، فقالَ به القلبُ ما لم تقلْهُ الشفاهُ ! عَصَيْتُ الضَّرورةَ .. حتَّى نزوعِ النعاسِ إلى صحوةِ الإنتباهِ ، وحسمِ النزاعاتِ بينَ الحقيقةِ والظنِّ ، وحتى انحياز البصيرةِ للومضِ والاحتراقِ ..! فلِي أنْ أضيء ، وهُمْ يسألونَ الغياهبَ : ما (هُوْ) ؟! … أنا سيِّدُ العاشِقِينَ ، ولكنَّني لم تَصِدْني مَهَاةٌ على جِسرِ بغدادَ يوماً ، ولا ذاتَ حبٍّ ـ على شغفِ القلبِ ـ إنسانةٌ أنكرَتْني›1‹ ، ولم يبتدِئْ خافقي بالسِّبَابِ .. هَواهُ ! ترشَّفتُ خمراً بلا والدين›2‹ : حوانيتُ بابل لم تحتضنها ، ولا أنجبتْها الدوالي على الرافدينِ ! فيا خُسرَ راءٍ ، إذا لم يرَ دنَّها مرّةً .. في رؤاهُ ! عرجتُ بأسرارِها الخافياتِ إلى أن فنيتُ ، وحتّى تَنَـزَّهَ عن سَطْوَةِ الأرضِ حَالي ، فزاغَ الملوكُ كزَيغِ الذي أُبْهِرَتْ مُقلتاهُ . تنادَوا وقد أجْمَعُوا جَهلَهمْ : ” أَحْرِقُوهُ ” ! فخفْتُ .. وأنّى يخافُ على نفسِهِ في (أنا)يَ الإلهُ ! خَشِيْتُ على خوفِهِم أن يخافَ إذا مَسَّهُم بعضُ وَمْضِي ، وخِفْتُ على ليلِهِم .. مِن سَنَاهُ ! ذرفْتُ الدُّعاءَ لهم بالشِّفاءِ من الإثمِ في كُلِّ كشْفٍ . دعوْتُ على ليلِهم أن يَزولَ .. عَمَاهُ . … بكيْتُ .. بكيْتُ بما أُوْتِيَتْ دمعَتي مِنْ حَريقٍ بكيْتُ ، لأنِّي بنفْسي رأيْتُ الذي لم يَرَوهُ .. وقلبي رآهُ ! ………………………………………. 1- إشارة إلى قول أبي فراس : وَفَيْتُ وفي بعـضِ الوفاءِ مـذلَّةٌ لإنسـانةٍ في الحيِّ شيمتُها الغدْرُ 2- إشارة إلى قول أبي نواس في الخمرة : رحيقاً أبوها الماءُ والكرْمُ أمُّها وحاضنُها حرُّ الهجيرِ إذا يحمى ! 2020-11-02 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet