أحدّثُ نفسي :ماجدة الظاهري – تونس 26 سبتمبر,2020 ماجدة الظاهري رصّفي الأشياءَ التي تقلقكِ تمعَّني فيها جيّدًا شيئا ضعيهِ في سلّةِ المهملاتِ أحكِمي إغلاقَها جيّدا حتّى لا تتسمّمَ قططٌ بريئةٌ أو تصيبَها حالةُ اكتئابٍ إن نجتْ من الموتِ شيئا خبّئيهِ في دولابِ الملابسِ التي ضاقتْ عليكِ ستصيرُ على مقاسِكَ تمامًا ألوانُها ستبهتُ قليلاً ستكون صالحةً لمناسباتٍ لا أحدَ يتوقّعُها شئيا رصّفيه مع الصّحونِ التي لا تمتدُّ إليها يدُكِ يوميّا اُنفُضي عنها الغبارَ ليلةَ عيدِ الميلادِ لا تُدْعِي أحدًا غيرَهُ أعدّي له ما لذَّ وطابَ لا تَنْسَيِ الموسيقى وبالتّحديدِ “إديت بياف” ارفعي الصّوتَ عاليًا حين تغنِّي “rien de rien je ne regrette rien” لن يأتيَ في موعدِهِ لن يأتيَ أبدًا لن يجدَ عكَّازا لقلبِهِ الكسيحِ شيئا ارْدِميهِ في الحديقةِ بين شجرتينِ ستنبتُ شجرةٌ أخرى تتكلّمُ أوراقُها تقولُ عنكِ الشّعرَ وتقطفين القصائدَ المجنونَةَ لا تُعيدِيها إلى رشدِها أبدًا شيئا خُذي منه كلَّ يومٍ قليلاً جمّعيهِ في قِنّينةِ وتبِّلي به أكلاتِ نهايةِ الأسبوعِ سيصيرُ طعمُها ساحرًا لا حاجةَ لك بالنّبيذِ لقمةٌ واحدة ٌكافيةٌ لإحداثِ دوّارٍ رهيبٍ و نومٍ عميقٍ ستستيقظينَ طاهرةً من كلِّ الذّنوبِ شئا لوّنيهِ بكلّ أدواتِ زينتكِ التي انتهتْ صلاحيتُها سيكونُ صالحا لتسليةِ أحفادِكِ لإسكاتِهم حين لا تحتملينَ بكاءَهمْ ولا تجدينَ مَهربًا من البكاء معهمْ شيئا لمِّعي به أحذيتَكِ قبل دخولِ فصلِ الشّتاءِ وامشي بها في أزقَةِ المنحرفينَ والمشرّدينَ وبائعاتِ الهوى خصّصي لكلِّ زقاقٍ حذاءً بذريعةِ عدمِ تكرارِ التّجربةِ عند بدايةِ الرّبيعِ تكونينَ أجملَ حديقةٍ وفي قلبكِ أجملُ الأشياءِ أشياءَ أخرى لا ترصّفيها أبدًا بل بَعثريها وتَبَعْثِرِي معهَا 2020-09-26 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet