عيناكِ :شعر: بشر شبيب – شاعر سوريّ من اللاّذقيّة مقيم بتركيا 22 سبتمبر,2020 بشر شبيب عيناكِ بيتٌ للعصافير وأنا كعصفورٍ يطيرُ بلا اتّجاهٍ منذُ آلاف السّنين بخفقتينْ عيناكِ آخرُ ملجأٍ آوي إليه فضمّيني إليكِ كأنّني طفلٌ .. وحيدٌ .. خائفٌ من كلّ شيء .. من لُعَبي وغرفةِ نومي من السّجّادِ فوق الأرضِ و – الموكيت – من هاتفي المحمولِ والتّلفازِ من لغتي وذاكرتي .. ومنّي ومنكِ حينَ نقترفُ الغرامَ في لحظتينْ عيناكِ .. قصيدتي الأحلى و أوّلُ ما كتبتُ وهما اللّتانِ إليهما آتي .. وأينما كنتُ اتجهت عيناكِ من ذهبٍ ومن قصبٍ ومن خمرٍ ملوكيّ وأنا لحسنِ الحظّْ أعرفُ كيف أسكر وأذكرُ جيّداً .. منهما كم مرّةٍ قد انسكبتُ وكم شَربتُ وكم شُربتُ عيناكِ.. والصّمتُ.. وقانونُ الإثارة ماذا أقول؟! وكيف قد أجدُ العبارة إنّ عينيكِ المشاغبتينِ لم تُبقِيا عندي ما يُقال وأسدلتا فوقي السّتارة عيناكِ .. من دونِ تينكَ الماستين ماذا أكون؟ وهما اللّتانِ حملتاني وحماتاني من كلّ أنواعِ الجنون وأنا المسافرُ كلّ يومٍ نحو عنوانٍ وقاموسٍ جديدين هما اللتانِ أعادتا إليّ معنى الوطن ورسمتا خارطةَ القصيد وكانتا لي منزلاً وكانتا الصدرَ الحنون عيناكِ .. سطرٌ من الشّعرِ .. وخيلٌ لا تملُّ من الصهيل .. وليلٌ كلّ أنجُمهِ حدائقُ من ورودٍ أو نخيل عيناكِ .. في غربتي بابٌ يُطِلُّ على الصغير بداخلي وتعيدانني إلى حارتي .. “ إلى شارع بغدادَ” والزّمنِ الجميل يعيدني لمرفأِ اللّيلِ البعيد وزورقِ الحلُمِ القديمِ على خدودِ دمشق عيناكِ .. هما البقاءُ المستحيل وأنا تعبتُ من الرّحيل 2020-09-22 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet