شفراتٌ نسائيّةٌ : حنين محمّد – بابل -العراق 3 سبتمبر,2020 هناكَ غرابٌ أسودُ يحفرُ الأرضَ بجناحيْهِ يخبّئُ قطعةَ خبزٍ أبيضَ تسترقُ النّظرَ إليهِ بطاطسُ مشويّةٌ تضحكُ بصوتٍ عالٍ كيفَ لكَ أنْ تخبّئَ الرّغيفَ تحتَ الأرضِ سيأكلُهُ الموتَى سّيارةُ الإسعافِ تتفرّجُ بصمتٍ تفتحُ بابَهَا ليدخلَ الهواءُ الموتَى أحرارٌ الموتى أحرارٌ الموتى أحرارٌ كانَ كلبُ النّهرِ يصرخُ وهوَ يلوّحُ بقميصٍ أسودَ مازالَ النّهرُ نائماً وضفّتاهُ تحلُمانِ بالتقلّصِ الشّجرةُ ترقصُ تهزُّ أثداءَهَا تنثرُ حليباً علَى الأرضِ صيّادٌ أعمَى يتبعُ أفعَى مجلجلةً يدوسُ بقدميهِ على صغارِ السّنجابِ الكلبُ يصيحُ احذَرْ احذَرْ يا صيّادُ احذَرْ أيّها الأبلهُ هلْ أنتَ أعمى لحظةُ صمتٍ توقّفتِ الشّجرةُ عن الرّقصِ صرختْ أثداؤُهَا مازالَتْ هنالكَ فراخٌ جائعةٌ الزّرافةُ تضحكُ الحمارُ يضحكُ أخذتِ الأفعى تهزُّ بذيلِهَا وتضحكُ صاحَ الغرابُ صيّادٌ آخرُ يموتُ صيّادٌ آخرُ قُتِلَ فريسةٌ أخرَى ضلّتِ الطّريقَ سقطَ الصّيّادُ علَى وجهِهِ……. إنّهمْ يجزّونَ العشبَ كلَّ العشب هناكَ قطيعٌ منَ الأغنامِ كلٌّ فيهِ ينتظرُ دورهُ الدّخانُ يتصاعدُ منْ رؤوسِ الثّوّارِ تصرخُ الجروحُ الحائطُ ينزفُ صورًا وعباراتٍ وبعضَ الصّدى الصدئِ هيّ أنتَ أيّها الغزالُ الصّغيرُ إلى أين أنتَ ذاهبٌ؟ صاحَ أحدُ المارّةِ ارجعْ وتفقَّدْ أمّكَ شعرَها،لونَها،عمرَها ،حجمَ ثديِها ربّما تُسألُ وأنتَ تعبرُ إحدى السّيطراتِ أرتدي ملابسَ إضافيّة هنالكَ غربانٌ تسرقُ الملابسِ احلِقْ كلَّ الشّعرِ الذي في جسدِك رأسِكَ لحيتِكَ شاربِكَ عانتكَ وحتّى حاجبيْكَ يوجدُ في نهايةِ الطّريقِ حلاّقونَ مجانينُ متعطّشونَ للشّعرِ مثلَ مصّاصي دماءٍ لمْ نعدْ نخافُ الرّصاصَ ولا قنابلَ الغازِ السّامِّ ولا الأسلحةَ الخرساءَ بقدرِ ما تخيفُنا شفراتُ الحلاقةِ . 2020-09-03 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet