ذوبان :عبد العزيز الحيدر – بغداد -العراق

عبد العزيز الحيدر


سأكسرُ الأغصانَ
الأكثرَ
طراوةً
مستعيراً أغانيها
أفرشُها بأوراقي الغضّةِ
سريراً لوحشةٍ لمْ تستأنسْ بعدُ
…….
ستستدعي نداوتي القمرَ المختبئَ بينَ تضاريسكِ
وبينَ كثافةِ غاباتِنا المهتاجةِ
بكلِّ الدّبيبِ
والزّحفِ والهمهمةِ
وبدمٍ يغرّدُ
نسقطٌ في مجرى الينبوعِ
نسقطُ في الحصى الملوّنِ
لكلِّ هذا الضّياءِ الذي يلتهمُنا
……..
غارقينَ في ظلامِ الرّغباتِ
وظلالِها
التي ترسمُنا
خرائطَ لجزائرَ منسيّةٍ منذُ الخلقِ الأوّلِ
نقضمُ أياديَ بعضِنا بعضًا
ننفلتُ منْ كلَّ الأحلامِ
والقيودِ المطوّقةِ لشفاهِنا بأزرارِ الوردِ
نُحلّقُ بعيداً….
بعيداً إلى حيثُ يغنّي لنا التّرابُ
متعطّراً بأشواكِ جلودِنا المتقافزةِ
وروائح  ذوبانِنا
ذوبانِنا المتكرّرِ
في أحماضِ العطشِ
وأكاسيدِ الرّغبةِ بمدنٍ
طيّعةٍ
بلا حروبٍ
مدنٍ مثلَ قلوبِنا الصّغيرةِ المهادنةِ
وغاباتِنا المزقزقةِ

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*