حدائق الدّهشة: خمس قصص قصيرة جدّا : محمّد بوحوش – توزر- تونس 17 يناير,2020 ربطة عنق: رجل وحيد. يحتفل بقدوم سنة جديدة. الورود على الطّاولة. قارورة نبيذ على الكوميدينة، منفضة وأعقاب سجائر معدمة على طرف السّرير.يفتح الرّجل الوحيد خزانته. يخرج ربطة عنق سمراء وجميلة. يعقدها مرارا ويفكّ عقدتها. بعدأن يلقي بنظرة باهتة على السّقف والنّافذة المشرعة على الغموض، وبعد أن يغلق الباب، ويجيل بصره في أنحاء الغرفة…يعقد ربطة العنق بشدّة حول رقبته، وينتحر في تمام السّاعة الصّفر من العام القديم… حبّ وحرب: – هي(زوجة الجنرال): جيئة وذهابا في الغرفة، تشرح الحبّ بوردة: تنتف أوراقها واحدة واحدة، حتّى لا شيء على جسم الوردة. »هكذا يبدأ الحبّ«، قالت في نفسها… وأردفت: »جسد مكسوّ فأجرد، أوّله جدّ وآخره هزل..«.. في الغرفة المقابلة، كان الجنرال الزّوج يفسّر الحرب، يضع خرائط أمامه، مفكّرا في المعركة الكبرى، يطوي آخر خريطة…. وبجرّة قلم يعدم الحبّ. بيت وذكرى: عاد بعد غربة طويلة إلى البيت، بيته الّذي سكنه منذ خمسين عام ونيف. المفتاح بيده، على العتبة وقف مذهولا. كلّ شيء تغيّر: الحديقة والجدران، والغرف… المفتاح لا يفتح، طرقة، طرقتان، ثلاث، وخفقة قلبه… سيّدة بدينة تفتح الباب له،وتقول:»شالوم دودا….”. حادثة الرّحلة رقم 740: 1 -الطّائرة باتّجاه ” تايوان’. الرّحلة رقم ‘740’. 2- في المقعد رقم ‘ 20 س’ يجلس السيّد ‘ميم’، شابّ في الثّلاثين. 3-في المقعد المحاذي له تجلس المرأة ‘كاف’ ذات الأربعين. 4-السيّد ‘ميم’ يتابع على الشّاشة، الّتي أمامه، فيلما رومانسيّا. 5-المرأة ‘كاف’ تسترق النّظر، وأحيانا تبتسم في خجل… 6- في المقعد الخلفيّ تراقب السيّدة ‘عين’ الرّجل ‘كاف’، وهو شارد في الفيلم. 7- آخر مشهد يعرض فتاة عارية، مستلقية على السّرير. فتاها أيضا عار… تنتظره أن يبادر ب… وهي تتلمّظ شهوتها بشفتيها. لكنّ الفتى يدير لها ظهره، وينام… 8- فجأة تنهض السيّدة ‘عين’ من مقعدها الخلفيّ، وتقضم شحمة أذن السيّد ‘ميم’. 9- رهرج ومرج… فيما كان قائد الرّحلة يعلن عن هبوط الطّائرة بمدرج المطار. الفتاة الّتي استطالت: »الطّفلة استطالت، وعليّ أن أقلّمها«، قال عبد السّميع في نفسه. ألبسها نقابا، وقطع دراستها… مكثت الفتاة بالمنزل تساعد والدتها في إدارة شؤونه. صارت كما أراد لها والدها. ذات ليلة تفاجأ بزوجته تهمس في أذنه: »أقول لك شيئا هامّا يا عبد السّميع … لا تنزعج أرجوك… ابنتك صارت امرأة، ابنتك بدت لي: ح…. ب…ل…ى…«. عضّ على لسانه، وسار إلى المطبخ، أخذ سكّينا ثمّ اقتحم غرفة نوم ابنته في الواحدة جنونا. بغيظ، غرز السكّين في كومة فراشها، لكن لا صيحة، ولا أثر… – قال الرّاوي: كانت الفتاة، الّتي تسلّلت من غرفتها، تنام في حضن جارهم عبد المحسن… 2020-01-17 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet