تُفّاحةُ سوريّة الخالِدة : شعر: مازن أكثم سليمان – دمشق – سورية 7 يونيو,2019 مازن أكثم سليمان جهِّزْ نفسَكَ للتَّوّ أنتَ الآنَ في حضرةِ الحُبّ لا.. لا تُجهِّزْ نفسَكَ لقد فاتَ الأوانُ أنتَ الآنَ في مُنتصَفِ المعركة هل قلتُ: معركة..؟!! سأشطبُ هذهِ المُفردة اللَّعينة من فوري أُريدُ أنْ أبدأَ ثانيةً ها أنا ذا الآنَ أُحبُّ سُوريَّةً ويسألُني رذاذُ المطَرِ الباقي في قعرِ روحي منذُ الشِّتاء الأخير: _ كيفَ تُحبُّ سُوريَّةً..؟!! أُجيبُهُ، والدُّموعُ تملاُ عينَيْ شجرةِ الكينا التي هجَرْتُها في مدينتي القديمة: _ أتعني كيفَ أكونُ غيمةً مُستحيلة..؟!!. أنْ تُحبَّ سُوريَّةً يعني أنْ تتعلَّمَ من جديدٍ كيفَ تحبو حُبيبات السَّكاكر على سجّادة الله كيفَ تتكوَّرُ قطرةُ الحبرِ قبلَ أنْ تأخذَ شكلَ حرفٍ في جُملةٍ ليسَتْ للقراءة كيفَ تُلهي شمساً وقمَراً وبضعَ نجماتٍ عن واجباتِهِم كيفَ تجعَلُ من الواجباتِ رحلةً إلى بُحيرةٍ مَهجورة كيفَ تخطفُ الملحَ من الطَّعامِ ليُذيبَ كبدكَ، وأنتَ تضحَكُ كالمَمسوس كيفَ تتركُ الطَّعامَ نفسَهُ لمُداعباتِ ريحٍ تختبئُ في المَسافةِ بينَ الجوع والمائِدةِ المَخمورة كيفَ تُنقذُ الحُبَّ المُترنِّحَ في آخِرِ اللَّيلِ من الأدلَّةِ كيفَ تسوقُ الأدلَّةَ إلى ما وراءَ الحُبّ والغُزلان. جهِّزْ نفسَكَ للتَّوّ لا امتحانَ تُخذَلُ فيهِ بعدَ اليوم أنتَ في حِضنِ سُوريَّةٍ السِّنجابُ أخلى الغُصنَ لبحرٍ والنّافذةُ منحَتْ زُجاجَها إجازةً براتبيْن جهِّزْ نفسَكَ لتختلِطَ عليكَ الأمكنةُ الأنوثةُ وحدها من اختصاصِ الزَّمن والغيابُ يختزلُ الحانةَ بحُضورٍ مُضمَرٍ لابتسامةٍ تتمشّى بينَ الكراسي كهرّةٍ ناعمة ثمَّةَ ما يَجرَحُ بتَسَامٍ ثمَّةَ ما يقتلُ، ويخلُقُ ثمَّةَ ما يسترخي في نُقْيِ عظامِكَ، ويُردِّدُ: _ نحنُ تُفّاحةُ الحُبِّ الأخيرة.. صاخبٌ هذا النِّداء واسِعٌ ومُنتصِرٌ كمهرجانٍ لم يحضرْهُ غيرُكِ أُفاجئُ نفسي بسُلالةٍ جديدة من فيروسات الشَّغف أكادُ أنهارُ منَ اللُّهاثِ يكادُ اللُّهاثُ يتقمَّصُ نبضي أتحسَّسُ من بُعْدٍ دفقاتِ دمي أيُّها الحُبّ.. لا تخدعْ نفسَكَ هذِهِ المرّة ستنتصِرُ بهزيمتِكَ نحنُ في حضرةِ أُنثى سُوريَّةٍ لا تسلني كيفَ تُحبُّ سُوريَّةً بحربٍ، أو من دون حرب بموتٍ، أو من دون موت لقد فاتَ الأوانُ أنا الآنَ في قلبِ الرَّصاصة الرَّصاصةُ التي تُغادِرُ القلبَ بحياءِ مُراهِقةٍ مُبتدِئة تاركةً لعُيونِنا فرصةَ الزَّيَغان ولشفاهِنا فرصةَ تخمير الألم الجَمالُ مُتدلٍّ من خصريْنا والتَّداعياتُ غيرُ مَرصودةٍ احتمالاتٌ لا تنتظِرُ الوصايا أو النَّصائِحَ هل أصِفُ أكثَرَ كي تتعلَّمَ يا صديقي كيفَ تُحبُّ سُوريَّةً..؟!! انسَ كلامي هذا، واحرقُهُ كرسالةِ وداعٍ انسَ هذياني، وامضِ إلى السُّرَّة إلى العُشّ إلى المَنفى لا يَفتِنُ الوجودَ أكثر من الخُطى العمياء وفي مُذكَّراتِ القفزةِ المَنشورةِ حديثاً اعترافاتٌ لا مثيلَ لها عن كناياتٍ لا تُكرِّرُ النَّسيمَ ذاتَهُ مرَّتيْن أُحبُّ سُوريَّةً أُغلِقُ الكتابَ قبلَ قراءةِ السَّطرِ الأخير أعودُ إلى البداية التي تستشعرُ الإرهاصات حيثُ لم يستطعِ القدرُ أنْ يتدخَّلَ هذِهِ المرَّة الأُنثى السُّوريّةُ حسمَتِ المَوقِفَ والضَّوءُ انحنى بكامِلِ كبريائِهِ كي يُقبِّلَ يدَها بفُروسيّةِ الأنهارِ الغابِرة. … نحنُ تُفّاحةٌ واحدة على شجرتَيْ حُبّ مُتقابلتيْنِ على طرفَي حارتيْن كُلٌّ منهُما تطلُبُ من الثّانيةِ لفيضِ مَشاعرِها ألاّ تُخاطِرَ بالقُدومِ إليها الشّارعُ مُزدحِمٌ بالسَّيّارات المَسعورة لكنَّ الهَوى لا يُرجَأ كلتاهُما تتلهَّفانِ وتطيرانِ نحْوَ بعضِهِما بعضاً كلتاهُما تحلُمانِ بقمَرٍ ذائبٍ في سَيْلٍ تُفّاحةٌ واحدةٌ بشجرتيْن تَحوزانِ التُّرابَ نفسَهُ والهواءَ نفسَهُ والمَصيرَ البربريَّ نفسَهُ وكُلُّ الجبالِ الشّاهِقةِ أقزامٌ أمامَهُما. تُفّاحةٌ واحدة غُمِّسَتْ في يومٍ اعتياديٍّ بالنَّبيذ وأضحى لها بطاقةُ هُوِيّةٍ باسمِ المَجهول تُفّاحةٌ واحدة لا بنصفيْن فلا فاصِلَ في المَشهدِ لأنَّهُ لا لُبَّ للماءِ حينما يتدفَّقُ في رُوحِهِ ولا بذرةَ للثَّمرةِ حينما تحبَلُ من ذاتِها هيَ السُّوريَّةُ، وأنا.. بَراعِمُ كُلَّما شَعَرَ الرَّحيقُ بالنَّقصِ تذكَّرَ مَوعِدَ قُدومِها الماضي الشَّهوةُ لا تتبدَّدُ أبداً عندما يجلسُ إلهٌ في عربةِ قشٍّ طائشة. لقد فاتَ الأوانُ أيُّها القلب أيُّها النَّوَسانُ الأخضرُ المُتوحِّش الجنايةُ تُسجَّلُ ضدَّ الخُلود هكذا عرَّفَ الحُبُّ نفسَهُ وهكذا سألتني السُّوريّةُ البَهيَّةُ: لماذا التُّفاحُ مُلوَّنٌ..؟!! فتهرَّبْتُ بحكايةٍ ثانيةٍ عن سائِقِي شاحناتِ تسويقِ الفاكهةِ وهُم يَعبرونَ الأريافَ والمُدُنَ ويَحقنونَ نُسْغَ الأَخْيِلَةِ في شرايينِ بابا نويل. لماذا التُّفّاحُ مُلوَّنٌ يا حبيبي..؟!! والرَّسّامونَ يكرهونَ حوافَّ اللَّوحاتِ والشّاطئُ ينعطِفُ مرَّةً نحْوَ البحرِ ومرَّةً نحْوَ اليابسةِ ثُمَّ يتعلَّقُ فجأةً بجناحِ نورسٍ ليهبِطَ بعدَ دورةٍ أو دورتيْن يجلسُ القرفصاء ويُدخِّنُ سيجارة ويحكي عن لحظةٍ واحدةٍ سريعة بلا توقُّفٍ كمَنْ يحكي عن تاريخِ العالَم بأكمَلِهِ. ماذا وراءَكَ أيُّها الحُبُّ..؟!! بمَ تنشغلينَ الآنَ أيَّتُها السُّوريّةُ..؟!! لا حاجةَ للمرآةِ الأُنوثةُ تُحوِّلُ الأريكةَ إلى مَركبةٍ فضائيّة والعبَقُ يلتصِقُ بجدار السِّجنِ، فيبكي لا تجانُسَ معَ التُّفّاحةِ الخالِدة الرَّغبةُ سِياطٌ من أناملِ الخُرافة باذِخٌ قوسُ قزَحٍ إذا تشبَّهَ بقُرصانٍ عاشقٍ مُرهِقَةٌ الأرصفَةُ إذا تبعثرَتْ عليها أرجُلُ الحُرِّيّةِ المُمسكةُ بأذرعِنا كأطفالٍ سينأى السُّكونُ، وتَضْمُرُ الوَحدةُ العتيقةُ لتعودَ الأُغنيةُ طازجةً كالحبقِ النّائِمِ بينَ نهديْكِ. لن نُباليَ بألاعيبِ التَّمويهِ أيَّتُها السُّوريّةُ _ يا حبيبةَ النّارِ قبلَ أنْ تكوني حبيبتي _ نحنُ تُفّاحةٌ واحدة لكنَّنا تُفّاحتانِ أيضاً ولا ننتظِرُ مُقَشِّراً لنا عاريانِ على السَّطحِ الذي هوَ العُمق وما من سطحٍ، وما من عُمق الغرامُ الغرامُ يشكُّ بالمَصاطبِ الخالية يُعاتبُ العتباتِ التي لا ترقصُ الحنينُ حنانُ السُّلَّمِ الصّاعدِ من قبْوِ النِّسيان أملسُ فعْلُ الاشتياق ولهُ أشواكٌ مُدبَّبةٌ لنعيشَ هُوَّةَ الحُبِّ التي ابتلعَتِ التُّفّاحة تُفّاحةٌ واحدةٌ لا صِلَةَ لها بدورةِ الفُصول تُفّاحةٌ يتعلَّمُ الخُلودُ في مدرستِها القديمةِ أنْ تكونَ أيُّها الحُبُّ يانِعاً وأنْ تذبُلَ كي يعودَ الطُّهاةُ ويُضرموا ناراً تحتَ لحمِ الفضاءِ الحيِّ تُفّاحةٌ واحدة تُفّاحةٌ خالِدة سُؤالُ كيفَ تُحبُّ سُوريَّةً في حقلِ ألغامٍ في ازدحامِ السَّكاكينِ المُتربِّصةِ بوردةٍ عزلاء في نعمةِ الخطر في فُقدانِ التَّوازنِ الرَّحب في انفضاضِ الجُمهور، وبقاءِ عجوزٍ يتحدَّى البهلوانَ الذي لا يُصدِّقُ عينيهِ سُوريَّةٌ جاءتْ للحُبّ فقط وسُوريٌّ أعلنَ أنَّهُ دفنَ الخوفَ في خابيةِ قريةٍ نائية. … سيكونُ لنا بيتٌ شجيرةٌ صغيرةٌ مثلاً، أو بُستانٌ لهُ حُرِّيَّةُ الحركة بينَ نهدين ورُبَّما استطاعَ الأصيصُ في حارةٍ ما أنْ يُنافِسَ مَرجاً كُلُّ ذلكَ مُمكنٌ ورأسُكِ على كتفي ننبتُ هُنا، وننبتُ هُناك بشُذوذٍ غيرِ مَسبوقٍ ونختبِرُ خيانةَ التَّوقُّعات ونرصدُ الخيبات بمِجْهَرٍ مُغمَّسٍ بالقهوةِ والشّاي أيُّها الحُبُّ في سُوريّة ها نحنُ ذا دراويشُكَ العُظماءُ خُذنا كسُلحفاةٍ أقنَعَتِ الغُروبَ بأنَّ الأرنبَ يحتاجُ إلى بعضِ النُّورِ كي يربَحَ القُبلةَ الكُبرى سريعٌ جدّاً هذا الكلام يفلتُ حتّى من زمامِ العاصفة الأُلفةُ ساذجةٌ بعدَ اليوم والرُّعبُ بدايةٌ عنيدةٌ على السَّرير وسادةٌ بأربعِ عيونٍ أرجلٌ بعشرينَ إصبعاً شفاهٌ أربعُ تُتقِنُ عدَّ بعضهِا بعضاً إلى ما لا نهاية إنَّها نُقطةُ الصِّفر حيثُ ينبعُ من حوضكِ فراغٌ يطوفُ كالمُسحِّرِ فيمتلئُ اللهُ بقبيلة فراشات. أنْ تُحبَّ سُوريَّةً يعني أنْ تصرُخَ في كُلِّ لحظةٍ: _ سأقولُ هذا لآخِرِ مرَّةٍ: ندَمُ الأوطانِ مُوجِعٌ، والمَمشى دبابيسُ حزينةٌ، وجميعُ الأمكنةِ خواءٌ، والمَطارِقُ تُحطِّمُ الهُدوءَ.. ثُمَّ تتراجَعَ مُردِّداً: _ لدينا عمَلٌ كثيرٌ في هذا البَهوِ يا حبيبتي.. ثُمَّ تعودُ إلى تكرارِ العبارات السّابقة كالبَّبغاءِ ثُمَّ تعودُ إلى البَهوِ والسُّوريّةِ والتُّفّاحةِ من جديدٍ ثُمَّ تنعسُ، ولا تنامُ أبداً.. نحنُ تُفّاحةٌ واحدة بمُحيطٍ مُدجَّجٍ بالرَّحيق المَثقوب شُبْهَةُ الائتلافِ مع الوَردِ إغراءُ الاختلافِ مع الصَّباحِ القُبَلُ تُهروِلُ على كامِلِ الجسَديْن وتلتحِقُ بها كتيبتانِ من الذّاكِراتِ للتَّوثيق أيُّ جدوى من ذلكَ..!! تصرخُ المُلاءةُ ويشدُّ السَّريرُ الوحشَ المذعورَ من أُذنيْهِ فيستيقِظُ جدولُ الضَّرب بنتائجَ غريبةٍ خبيثٌ هوَ الطَّازَجُ رقيقةٌ هيَ الأُحاجي وقاسٍ قاسٍ أنْ تشهدَ على الحُبِّ مكتبةٌ كامِلة. جهِّزْ نفسَكَ للتَّوِّ فالسُّوريَّةُ حبكةُ المُوارَبةِ الخارِقة بدايةُ الدَّلالاتِ حينَ تُدمِنُ على تحطيم المَعاني فوضى مجّانيّة وخَرابٌ ناضِجٌ كسَلٌ أصيلٌ ونصْرٌ حاسِمٌ للمَجازِ تُفّاحةٌ على سريرٍ وسريرٌ في غيمةٍ وغيمةٌ عُضوان جنسيانِ وبُركانٌ لا يكادُ يهداُ حتّى يُوقِظَ بناتِ هوى الأُفُق فلتَغرقِ الأرضُ كُلَّها بالدَّمعِ الغضِّ والدَّمِ البدائيِّ المُتحوِّلِ وصُراخُ الدُّمى الغُموضُ في أناملكِ يحلُّ جميعَ المَشاكلِ ولا شيءَ يستحقُّ الانتظارَ لكنْ: امنحيني بضعَ دقائقَ كي أمدحَكِ وليقولوا عنِّي: ها هو ذا يتباهى بحبيبتِهِ السُّوريّة. أظنُّ أنَّ الحُبَّ تحدَّثَ كثيراً اليوم وأنا فرِحٌ بهذا، وأنتِ، والنَّظّارَةُ المُفترَضونَ في المَدى كيفَ نطلبُ من مُعجزَةٍ حمقاءَ باهِرةٍ أنْ تصمتَ..؟!! فالقطاراتُ الأصيلةُ يا حبيبتي لا تُفكِّرُ بما يُخلِّفُهُ دُخانُها المُرتدُّ إلى الوراءِ تتقدَّمُ العرباتُ على أكثر من سكَّةٍ وتتيهُ العاطِفةُ، لتصيرَ تاجاً ومَملكةً الأجمَلُ ما لا نُحيطُ به أنْ نكونَ تلكَ التُّفّاحةَ الخالِدة ونحنُ في قلبِ المقبرة ألاّ نُميِّزَ أذرعَنا من أفخاذِنا من ظلالِنا أنْ نغرَقَ ليسَ بفعل قوانين الفيزياء أنْ نهوى هذا الفخَّ الكونيَّ المَأفون وأنْ نتباعَدَ كجيشيْن وقَّعا مُعاهَدَةَ سلامٍ ثُمَّ عادا إلى حربٍ جديدةٍ بعدَ ثوانٍ ونحنُ في التُّفّاحةِ ونحنُ التُّفّاحةُ ونحنُ نتمايَلُ كحافِلَةٍ على حافّة مُنحدَرٍ الكراهيَّةُ أيضاً شُروقٌ حُرٌّ من دونِ أنْ نُرتِّبَ الحدائِقَ والاستعارات هيَ خُصوصيَّةُ الضِّياءِ المُنسكبِ على وجناتِنا هيَ رُفوفُ خزائنِ السَّماءِ وقد أودعنا فيها عُصارَةَ أحلامِنا أنْ نصنَعَ ما نشاءُ وما لا نشاءُ تُفّاحةٌ واحدةٌ مَسروقةٌ كذهبٍ احتياطيٍّ بينَ رمالٍ مُهمَلة حياةٌ وموتٌ وما بينهُما وما فيهِما وما فوقهُما وما تحتهُما وما أمامهُما وما خلفهُما لا حاجةَ لنردٍ بعدَ الآنَ البذورُ تتناثرُ ككُسَرِ الزُّجاجِ من قلبينا الرَّطبيْن ولعنةُ الحُبّ تُقنِعُ الأسوارَ بالرَّحيلِ بلا ضجيج. فاتَ أوانُ تقديم التَّعريفات ولا خلاصَ ممّا هوَ مُؤوَّلٌ بعُصفورٍ التَّسليةُ إحياءٌ لفلسفةِ العناق والجنونُ حميميٌّ أكثرُ من ديوانِ شِعرٍ لم يحصدْ أيَّةَ جائِزة أنْ نكونَ هُنا تُفّاحةٌ ووقتٌ وصراعٌ حُبٌّ وثوراتٌ وحُروبٌ أنثى وأُنثى واُنثى تُغنِّي الحَلْمتان بنشوةٍ وأحياناً تجهَشُ خُصلاتُ الشَّعرِ بالبُكاء ويعودُ صديقي ليسألني: _ كيفَ تهوى سُوريَّةً..؟!! وأفكِّرُ بالتَّملُّصِ ثُمَّ أُشيرُ لهُ إلى تُفّاحةٍ تُومئُ فيُذهَلُ ويبتعدُ مُكلِّماً نفسَهُ يا إلهي: هل هذا هوَ الحُبُّ..؟!! يا ريحُ: هل هذِهِ هيَ السُّوريّةُ..؟!! مُجرَّدُ تُفّاحةٍ جاهِلةٍ بثرواتِها عرَّتْنا وخرَجْنا من فيضِها تاركينَ فيها أجسادَنا وحكاياتِنا والقذائفَ المُتراكِمةَ تحتَ جلودِنا _ هل سيفهَمُ أحدٌ ما أقصِدُ يا حبيبتي..؟!! هُم يبحثونَ عن المَغزى ونحنُ نُريدُ أنْ نقبضَ على حاسّةِ الغياب شاسعةٌ قصَّةُ الرَّأسمالِ العطريِّ أنْ نعرِفَ مَجداً من دونِ مُريدين وألاّ نكشِفَ هديَّةَ القلَقِ للسَّكينةِ التي غادرَتِ المطارَ للتَّوِّ تكفي هذِهِ الجُرعةُ لزاويةٍ مُحنَّطة في كُتُبِ التّاريخ لكنْ كيفَ تحيا الأساطيرُ أصلاً من لحمِ ودمِ الأحزانِ الخالِدة هل عرَّفتُ الحُبَّ أخيراً..؟!! يا لي من مَهووسٍ يا لكِ من سُوريَّةٍ ضُمِّينا يا تُفّاحةَ الانتظارِ بمُرونةِ لمسةٍ تستعيدُ خبرَتَها ضُمِّينا، وتحلَّلي من حديدِ المَعارِك لنْ تتوقَّفَ الكواكبُ عن الاستشهاد بكِ في دورانِها ولنْ يكُفَّ كُلُّ دوريٍّ عن مُطاردةِ أُنثاهُ بعدَ كُلّ ما سمِعَ الغِيرةُ تجتاحُ السَّردَ الآنَ والنَّزيفُ العذبُ يُباركُ حُبَّنا بعدَ كُلِّ بُرهانٍ شكٌّ كحُفرةٍ وبعدَ كُلِّ إبداعٍ آهٌ طويلةٌ كجسرٍ يفوحُ الحُبُّ من قلبي كما تفوحُ رائحةُ بُرتقالةٍ قشَّرَها تلميذٌ يجلسُ في المقعد الأخير من الصَّفِّ الرّابع الابتدائيّ. فجر يوم الجمعة 24/5/2019. 2019-06-07 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet