أرشيف تعاليق محمّد صالح بن عمر النّقديّة على الشّعر:7 : قصائد قمر صبري الجاسم : 7- 1: أنا عروةٌ في قميصِ الحياةِ 17 نوفمبر,2018 قمر صبري الجاسم أنا عروةٌ في قميصِ الحياةِ يقيكَ الرّياحَ حنانُكَ زرّي .. أصومُ أُصلّي و أدعو ، و سجّادةُ البوحِ شِعري .. و أرفعُ كفَّ القصائدِ نحو السّماءِ لأنَّ القصائدَ ما دنَّسَتْها الذّنوبُ بل الشِّعرُ طُهري وليلةَ سوف يضمُّ حنيني فضاؤكَ ليلةُ قدْري (قمر صبري الجاسم، شاعرة سوريّة ) منذ أن ظهر الشّعر الذي يرجع أقدم أنموذج منه – وهو ملحمة جلجامش المكتوبة باللّغة الأكاديّة – إلى القرن الثّامن عشر أو السّابع عشر قبل الميلاد ببابل في أرض ما بين النّهرين ( العراق اليوم ) وكل شاعر ينحت مفهومه الخاصّ لهذا الفنّ اللّغويّ القديم الذي يختصّ بكونه يصدر مباشرة عن الذّهن ، بالنّظر إلى تلاحم “اللّغة والفكر” مثلما بيّنه اللّسانيّ الأمريكيّ نوام تشومسكي في مؤلّفه الشّهير الذي اتّخذ له هذه العبارة عنوانا .ولتُبِين صاحبة هذه الأبيات – وقد صاغتها في قالب بيان – عن مفهومها للشّعر، أقامت تشبيها مضاعفا بين الشّعر مشبَّها والحبّ والعبادة مشبّها بهما ، منشئة بذلك استعارتين غير مألوفتين : الشّعر حبّ / والشّعر عبادة . والخصيصة البارزة لهذا المفهوم أنّه يؤصّل الشّعر، على نحو عميق، في الذّهنيّ والرّوحيّ . وهو ما يعدّ ، في حدّ ذاته ، حالة سنيّة لا يرقى إليها الشّاعر إلاّ إذا بلغ درجة عالية من اكتمال الذّات . وهذا ما يفسّر ازدهار عالم الشّاعرة وتدفّقه بالقيم الإنسانيّة السّامية وفي مقدّمتها الوفاء والصّدق والصّفاء والعفّة والحبّ المقدّس … أسلوبيّا قد أتاحت للشّاعرة هيكلة النّصّ التّثليثيّة فرصة المراوحة بين المحاور الدّلاليّة الثّلاثة : الشّعر والحبّ والعبادة ، قادحة ،عند كلّ اتّصال، شرارات من الصّور المُرْبِكة ( أنا عروةٌ في قميصِ الحياةِ يقيكَ الرّياحَ – حنانُكَ زرّي ..- سجّادةُ البوحِ شِعري .. ليلةَ سوف يضمُّ حنيني فضاؤكَ ليلةُ قدْري ). فهل أنقل النّصّ بأكمله ما دامت ألوان العدول تتدفّق من كلّ عبارة فيه ؟ إنّ هذا – لعمري – ما يمكن تسميته شعرا خالصا . 2018-11-17 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet