حوارات “مشارف” : 3– مع الشّاعر الفرنسيّ فيليب كوريك 6 سبتمبر,2018 فيليب كوريك من هو فيليب كوريك؟ ولد فيليب كورك في 20 أكتوبر /1962 تشرين الأوّل بباريس.هو بامتياز شاعر الإيقاع والواقع المعيش .يتميّز شعره بثلاث خصائص رئيسة هي : الحضور القويّ للإيقاع على حساب الصّورة ، الغياب شبه الكلّيّ للغموض – وهو ما قد يلغي كلّ حاجة إلى التّأويل -، التقاط موضوعات القصائد من الواقع مباشرة وَفقا للفكرة القائلة بأنّ الواقع يتجاوز أحيانا الخيال وبأنّ كتابة الشّعر هي اقتناص دائم للّحظات الهاربة. السّؤال 1 :نبدأ بالسّؤال التّقليديّ : ” كيف جئتَ إلى الشّعر؟ “ فيليب كوريك : من المدرسة طبعا .فقد كنت أحبّ كثيرا حفظ النّصوص عن ظهر قلب أمام رفاقي.وفي أثناء ذلك كنت ألاعب النّغمات وفترات الصّمت للإفصاح عن إحساس معيّن…لقد وسمت مسيرتي من الطّفولة إلى سنّ المراهقة حتّى مناظرة الباكلوريا الفرنسيّة مؤلّفات أدباء كبار منهم فكتور هيقو وفرلان وبريفير وقيوفيك…كنت أكتب بعض القصائد لأنشدها في الحفلات العائليّة أو لآخذ بألباب بعض الفتيات ومنهنّ زوجتي الحالية .والأنترنات هو الذي مكّنني في ما بعد من إيصال شعري الى جمهور أوسع. السّؤال 2 :هل تعتبر شعراء فرنسيّين أو عالميّين معيّنين أساتذة لك وملهمين؟ وإذا كان ذلك كذلك فمن هم ؟ وفي ما يتحدّد تأثيرهم فيكَ؟ فيليب كوريك :طبعا ذكرت بعض الأسماء في جوابي عن السّؤال الأوّل .لكن هناك أسماء أخرى كثيرة. فالشّاعر جاك بريفير بفضله فهمت أنّ الأغاني قصائدُ مغنّاة .وهذ ما يحلو لي أن أقوم به من حين إلى آخر والشاعران لامرتين وبودلار أثّرا فيّ بحزنهما الغامض الأسباب .وهذا الحزن يمكن العثور عليه في بعض قصائدي والشاعر أبولّينار صاحب القصائد المجسّمة علّمني أنّه من الممكن الرّسم بالكلمات فأحاول ذلك أحيانا والشّاعر فرلان أعجبني شعره الغزليّ .والغزل من الأغراض المحبّبة إليّ والشّاعر أراغون شد اهتمامي بقوة نبرته وشعره الملتزم .وهناك عدة شعراء آخرين .ومثلما ترى فإنّ الشّعراء الذين أعرفهم أكثرهم محلّيّون (أي فرنسيّون) لا عالميّون. السّؤال 3 : تتألّف مدوّنتك الشّعريّة حتّى اليوم من عشر مجموعات أكثرها فرديّ وبعضها جماعيّ .وهذا الكمّ يدلّ على أنّها نابعة من حاجة عميقة ملحّة إلى التّعبير .فهل بإمكانك أن تقول لنا ما هي هذه الحاجة و إلى أيّ حدّ تتوفّق إلى تلبيتها عند كتابتك للشّعر؟ فيليب كوريك :في قصائدي أعبّر عن أفراحي وسائر الأحاسيس التي تنتابني بمناسبة وقوع حدث أو حدوث لقاء أو نظرة ، كما أعبّر عن غضبي وشكوكي ومخاوفي أيضا لأحبط تسلّط الواقع عليّ وأصنع لنفسي مستقبلا خاصّا بي .أحبّ كذلك أن أتخيّل نفسي مكان شخص آخر وأعبّر عن المشاعر التي من الممكن أن يحسّ بها فأتكلّم مثلا بلسان امرأة عن نسبة الولادات أو عن التّحرّش أو الخيانة أو المرض أو البؤس بل حدث مرّة أن تحدّثتُ بلسان شخص منحرف جنسيّ نرجسيّ.لكنّي ، مع ذلك،متفائل كلّ التّفاؤل بل ربّما طوباويّ بعض الشّيء.فأنا أومن بالطّيبة وبالإنسانيّة وبأن ليس كلّ شيء أسودَ أو أبيضَ وبأنّ في كلّ مصيبة شرارة تمكّن الإنسان من ا لاندفاع مجدّدا.ومن جهة أخرى حتّى إن كان الموضوع الذي أطرقُه حزينا فإنّ ثمّة دائما في كلامي وتحديدا في آخر القصيدة بصيص أمل. أحبّ أن أفضي بأحاسيسي إلى الآخرين وأن أحدث في نفوسهم شعورا ما بنصوصي.نعم أصدرت عشر مجموعات شعريّة فرديّة.وذلك ليس فقط لكي لا أترك قصائدي حبيسة حاسوبي أو مبعثرة على الأنترنات بل أيضا لأشرك في قراءتها أناسا يرغبون في الاحتفاظ بها.فالأنترنات مخترع تافه ،لأنّ أيّ نصّ ينشر فيه يمكن أن يمحىفي لحظة .أمّا في الورق فالنّصوص تُنقش وتبقى .وقد اخترت الورق أيضا ،لأنّي أحبّ تصفّح الكتب واكتشاف الأبيات وهي بارزة في الصّفحة البيضاء أو الملوّنة على الرّغم من أنّي أصبحت أقرأ أكثر فأكثر الكتب الألكترونيّة.ولكنّي أسهم أيضا في تأليف الكتب الجماعيّة التي يصدرها “تجمّع الكتّاب الفرنكوفونيّين الملتزمين بالسّلام والحرّيّة “أو التي يشترك في تأليفها بعض أصدقائي الشّعراء.وقد أصدرت شخصيّا مجموعة شعريّة جماعيّة أسهم فيها أصدقاء من الشّعراء الناشطين على الفايسبوك .و إنّي حاليا بصدد إعداد مجموعة شعريّة جماعيّة أخرى يدور موضوعها على البحر.هذه المجموعات تمكّنني من المشاركة في معارض الكتب .وهناك أحب أن أقاسم نصوصي جمهورا من نوع آخر يتكوّن من زائرين لا يعرفونني أو ألتقي بأدباء أحب كتاباتهم فأتبادل وإيّاهم الحديث عن هوايتنا وعن الشّعر والكلمات. السّؤال 4 :أنت تعيش في منطقة من العالم ،الحضارة الطّاغية فيها مادّيّة أساسا.وهو ما يتجسّد في تشيئة الإنسان لصالح الآلة و سيادة القيم التّجاريّة على حساب القيم الإنسانيّة .فكيف ينبغي أن يتصرّف الشّاعر ليتكيّف مع محيط كهذا؟ فيليب كوريك : على الشّاعر أن يدافع عن حقّه في الكلام والكتابة .ففي فرنسا نحن محظوظون بأنّنا نملك القدرة على نشر كتبنا بأنفسنا وبأنّنا نكتب في كلّ الموضوعات دون أن نتعرّض إلى المنع أو الحذف .وشبكات التّواصل الاجتماعيّ تمكّن الشّاعر أيضا من إيصال صوته إلى العالم بأسره.أمّا دوره فهو تبصير الآخرين بأنّ الطّبيعة جميلة و بأنّ على جميع النّاس احترامها و حمايتها وبأنّ ابتسامة طفل أغنى من جمع الأشياء مهما كان نوعها وتوعية البشر بأنّ ثروات كوكب الأرض ستنضب في يوم من الأيّام .وهذا هو تقريبا التوجّه الذي سلكناه عندما أسّسنا “تجمّع الشّعراء الفرنكفونيّين الملتزمين لأجل السّلام والحرّيّة” لإسماع أصواتنا إلى “البُكْم” . صحيح أنّنا في كتاباتنا الأولى تصدّينا للإرهاب . لكنّنا كتبنا أيضا في موضوع المحفاظة على البيئة وموضوع السّرطان وغيرهما. وهذا الدّور هو الذي ينبغي أن يقوم به الشّاعر اليوم .وإذا كان الشّعر بضاعة كاسدة فإنه يقرأ على الأنترنات ويقرؤه الشّعراء الذين يكتبونه .لذلك من واجبنا أن نزرع الحبّة التي بفضلها ستنمو الفكرة وإذا نمت فسيتلقّفها في ما بعد أشخاص آخرون .وكلّ ذلك لتحريك سواكن العالم حتّى يكون أفضل.ألم أقل لك إنّي طوباويّ؟ السّؤال 5 : يقال إنّه يوجد اليوم في فرنسا أكثر من مائة ألف كاتب وشاعر منضوين تحت الجمعيّات والشّركات الأدبيّة ، دون اعتبار الذين يمارسون الكتابة خارج أيّ مؤسّسة. ألا يشكّل هذا الوضع عائقا إزاء الذين يطمحون إلى فرض أنفسهم في السّاحة الأدبيّة؟ فيليب كوريك :ليس هدفي تحقيق الشّهرة بل مقاسمة الآخرين نصوصي وأفكاري.فأنا لست سوى ذرّة رمل في هذا الشّاطئ المسمّى أدبا عالميّا .لي مهنة أحبّها ، تمكّنني من أن أعيش حياتي وأمارس هواياتي.فلا أسعى إلى أن أعيش من قلمي .من مجموع المؤلّفين الذين يمارسون الكتابة اليوم ثمّة نخبة قليلة جدّا تعيش من القلم.وكثيرون منهم يكتبون للتحرّر من الضّغوط المسلّطة عليهم ومن مخاوفهم أو لمقاسمة الآخرين تجاربهم ،سواء أكانت طيّبة أو سيّئة .طبعا هناك من بودّهم تحقيق الشّهرة ليكونوا أمثال مثل المعاصرين موسي ونوتومب وليفي وفرقاس أو القدامى سيمنون وبلان وبلزاك …لكن لبلوغ هذا الهدف ينبغي أن يمتلك المرء قلما رفيعا ولكن مع شيء من الحظّ أيضا و/أو أحيانا بعض العلاقات أي الإعانة من خارج الكتابة التي من شأنها تدفع بك إلى احتلال مكان في “الوسط المغلق” ، وسط الكتّاب القادرين بأسمائهم وحدها على جلب آلاف القرّاء. السّؤال 6 : أوّل ما يشدّ اهتمام قارئ شعرك هو العناية الفائقة التي توليها للإيقاع.فكلّ أبياتك مقفّاة ،فضلا عن الاستعمال المكثّف لجناس الحروف وجناس الحركات .فهل هذه الظاهرة نابعة من موهبة موسيقيّة تتمتّع بها ؟ وألا يمكن أن نلمح فيها تأثيرا لا شعوريا للشّاعر بول فرلان؟ أنا أعزفُ بأذني.آهٍ لكن في حدود النّغمة فقط .أمّا المرافقة بآلة موسيقيّة ،فأمرٌ آخرُ.فأنا أعزفُ لا محالة على البيانو والقيثارة والنّاي لكن في حدود ما تعلّمته في المدرسة وما بقى راسخا في ذهني.وأمّا الشّعر فهو في تقديري يتناغم مع الموسيقى .لذلك لا بدّ من أن تكون المقاطع الشّعريّة موقّعة حتّى تأخذ بلبّ المتلقّي .وإنّي أجد مشقّة أكبر عند كتابة النّثر.وفي نظري إذا غاب الإيقاع ،كان الكلام أقرب إلى السّرد وفقد صفة الشّعر حتّى إن أثَرْنا به في نفس القارئ إحساسا في منتهى القوّة.لذلك غالبا ما أحرص على تقفية أبياتي.وفي ما أتذكّر ،كانت أوّل ملاحظة أبديتها في شعري يا محمّد هي التّالية : “إنّك توظّف الموسيقى في شعرك”.نعم !حين أكتب نصوصي يفدُ على ذهني لحنٌ من الألحان. ثمّ إنّي عندما تابعت دروسا في الغناء لحّنت الكثير من قصائدي.فكنت أُحْضِرُ النّغمة و أستاذي يعينني على توفير الإيقاع المناسب. وهذا هو السّبب الذي جعلني أختار العزف على القيثارة ، إذ هي تمكّنني من مرافقة نغماتي.لكنّي لا أزال أجد صعوبة فائقة في العزف والغناء في وقت واحد ،إلاّ أنّي بمضيّ الوقت سأتوصّل إلى الجمع بينهما .ومن يدري ؟ فلعليّ بعد تقاعدي سأكتب أغانيَّ بنفسي .أمّا تأثّري بالشّاعر فرلان فلا أعتقد أنّه حصل .ذلك أنّ النّغم يأتيني دون سابق إنذار. السّؤال 7 :ظاهرة أخرى تلفت الانتباه في شعرك هي أنّ المعظم الأغلب من موضوعات قصائدك مستمدّ من الواقع اليّوميّ.فهل هذا اختيار أيضا؟ وهل فيه تأثير مّا للشّاعر الفرنسيّ جاك بريفير؟ فيليب كوريك : يستمدّ الشّاعر في الغالب موضوعاته من حياته ، بما فيها من حبّ وموت وفرح وحزن وحرب وسلم ومحيط وغيرها.ومثل رفاقي الشّعراء استلهم موضوعات قصائدي من القضايا الرّاهنة التّالية التي تشغلني وتملأ عليّ فكري ووجداني : تدمير الطّبيعة والإرهاب والطّلاق والانحراف الجنسيّ والمرض والموت و لكن أيضا – وهذا من حسن الحظّ – من قضايا الأطفال والزّواج والحياة وأحيانا من الأماكن مثل خليج صوم الذي أحبّ التمشّي فيه المشي ودون أدنى شك الموسيقى التي أعيش على وقعها اليوم بفضل فنّ الجاز الذي انغمست فيه بانخراطي في جمعيّة تنظّم حفلات عزف في بحر كلّ سنة .ولي شغف أيضا بفنّ الرّسم .ولهذا السّبب أشركتُ زوجتي التي تمارس هذا الفنّ على سبيل الهواية في الكثير من مشروعاتي .وبهذه المناسبة أشير إلى أن موضوع مجموعتي الجماعيّة القادمة سيكون البحر.فالبحر يهدهدني ويهدّئني ويبعث في نفسي الخوف أحيانا لكنّه أيضا من الموضوعات التي يحبّ الشّعراء كثيرا الكتابة فيها.هل تأثّرتُ بالشّاعر الفرنسيّ جاك بريفير. نعم دون أدنى شكّ. فقد كانت قصائده تدور حول المحاور نفسها التي أطرقها في شعري، كما كان يحرص على تقفية أبيات قصائده .وقد لُحِّنَ بعضُها لكنّي لم أتأثّر بهذا الشّاعر فقط مثلما قلت في جوابي عن أحد أسئلتك السّابقة. Le poète puise souvent dans les thèmes أالسّؤال 8 :نت تتابع منذ بضع سنين في هذا الفضاء ترجمة قصائد كثيرة من اللّغة العربيّة إلى اللّغة الفرنسيّة.فهل ثمّة، في تقديرك، مواطن اختلاف بين الشّعر العربيّ والشّعر الفرنسيّ من جهتي الأسلوب والأغراض ؟ فيليب كوريك : كلاّ، نحن نكتب عن كلّ ما نتأثّر به سواء أ كنّا ننتمي إلى الضّفّة الشّماليّة للمتوسّط أم إلى ضفّته الجنوبيّة .بطبيعة الحال ،اندلعت في السّنوات الأخيرة ببلدان الضّفّة الجنوبيّة حروب أكثر من التي اندلعت في بلداننا .وعدّة نصوص كُتِبت هناك طرقت هذا الموضوع.لكنّي استطعت أيضا أن أقرأ نصوصا رائقة جدّا عن منزلة المرأة والشّيخوخة و الأقوياء الذين يحكموننا.ونادرا ما ما أضغط على زرّ” التّرجمة” لأقرا ترجمات نصوص عربيّة إلى اللّغة الفرنسيّة، مفضلا التمتّع برؤية الخطوط المستعملة في الكتابة العربية التي تظهر لي على الشّاشة. فأنا أحبّ الخطّ العربيّ والكتابةُ العربيّةُ توظّف هذا الفنّ في تحقيق التّواصل في مستوى المدوّن مع القرّاء .وهذا ما يقوم به الصينيّون أيضا.ولقد أحببت كثيرا ترجماتك لقصائدي .فقد منحها نقلها إلى العربيّة بعدا آخر وأوصلها إلى جمهور آخر. السّؤال 9 : نراك تشارك بانتظام في معارض الكتاب في عدّة مدن فرنسيّة .بصراحة هل الشّعر مطلوب على نحو مشجّع من زوّار هذه المعارض مقارنة بالرّواية مثلا؟ فيليب كوريك : الشّعر هو أوّلُ شكل أدبيّ يقرؤه الأطفال في المدارس الفرنسيّة بفضل مادّة المحفوظات المدرجة في المقرّر الدّراسيّ. ثم يستطيع التلميذ بعد تلك المرحلة مواصلة قراءة الشّعر و إن كانت المدرسة تدفعنا إلى قراءة الروايات لتمكيننا من اكتساب المعرفة الثّقافيّة الضّروريّة لفهم الأسس التي يقوم عليها مجتمعنا.فيدرّبوننا على إعداد التّلاخيص وجذاذات القراءة .وفي الامتحانات يقدّمون لنا نصوصا مقتطفة من روايات وكذلك قصائد.ومن ثمّة حين أعرض مجموعاتي الشّعرية في المعارض التي تنتظم في منطقة جزيرة فرنسا – وهي التي تقع فيها مدينة باريس – أو في شمال فرنسا(ولا أذهب في الوقت الحاضر إلى أبعد من ذلك ، يتوقّف دائما بعض الأشخاص لقراءة النّصوص التي أضعها فوق طاولتي أو لتصفّح ديوان من دواويني أو لتجاذب أطراف الحديث معي عن الشّعر.ونادرا ما يقتني بعضهم من كتبي . لكنّي لم آتِ فقط للبيع وإنّما لتبادل بعض اللّحظات مع مارّة تأثّروا بما اطلعوا عليه من نصوصي أو مع مؤلّفين آخرين أتعرّف إليهم فأتبادل وإيّاهم تجاربنا وهواياتنا.الرّواية تروج أكثر من الشّعر.لكنّ الشّعر سيبقى دائما حاضرا في المعارض لأنّه يوجد في كلّ مكان من حياتنا .فهو موجود في شكل سحابة أو في غدير يعكس صورة شجرة أو في ابتسامة طفل …فكلّ شيء شعر .وهو، بخلاف الرّواية، عابر فلا يحتاج منّا إلى قراءة مئات الصّفحات لنصل إلى الخاتمة.ففي بضع أبيات يُقدّمُ الموضوعُ ويُعالج ويكون الاختتام بحكاية .وحين تقرأ مجموعة شعريّة لا تقرؤها كما تقرأ رواية. لا أبدا ،بل تلتقطُ وتختارٌ النّصّ الذي ستقرؤه ثمّ تنتقل إلى نصّ أبعد بقليل في الكتاب.فكأنّك إزاء علبة قطع من الحلوى فتختار القطعة التي ستأكلها وتنزع الورقة التي تحيط بها ثمّ تضعها على لسانك و تأخذ في مصّها إلى أن تذوب تماما …ثمّ تتناول قطعة أخرى إمّا مباشرة و إمّا فيما بعد. فيليب كوريك : السّؤال 10 :هل لك أن تحدّثنا عن مشروعاتك العاجلة والآجلة؟ فيليب كوريك :مشروعاتي العاجلة هي أوّلا إصدار كتاب عنوانه ” شظايا كتابة ” جمعت فيه بعض القصائد التي نقدتًها لي ومجموعة من النّصوص كتبتُها منذ سنتين في ورشة للكتابة لا أزال أشارك فيها وكذلك بعض القصائد التي كتبتها في الفترة نفسها.ثمّ سأصدر ديواني الجماعيّ الثاني .وهو يدور حول محور البحر ويشارك فيه ثلاثون شاعرا ينشطون على شبكة الفايسبوك لبعضهم دواوين ومنهم من لم يصدروا ديوانهم الأوّل بعد .وسيظهر هذا الكتاب في الثّلاثيّ الأخير من هذه السّنة .وسأقدّم هذين الكتابين في ثلاثة معارض للكتب تلتئم دوريّا بالمنطقة الباريسيّة وبمنطقة بيكاردي .أمّا على المدى المتوسّط ف إنّي أريد إكمال قصّة بوليسيّة شرعتُ فيها .وأمّا في الآجل فأريد تأليف رواية عن حياة جدّتي الأولى المولودة في روسيا البيضاء .ثمّ أنوي إصدار مجموعات شعريّة أخرى لأنّي لن أنقطع عن كتابة الشّعر. 2018-09-06 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet