يمضي الوقتُ يمضي : شعر : وردة بعزيز شريفي – الجزائر العاصمة 7 مايو,2018 وردة بعزيز شريفي السّماء والقمرُ والشّمسُ هي نفسُها وكذلك الجبالُ. البشرُ يصيرونَ يومًا بعدَ يومٍ أبالسةً فلا تسمعُهم يتحدّثونَ إلاّ عن الحقدِ ولا ينطقونَ بكلمةٍ عن العفوِ والصّفحِ. أين تلك النّفوسُ الهادئةُ التي عهدناها سابقًا؟ أينَ الذّكرياتُ المرحةُ سواءٌ في القصورْ التي تسكنُها الأشباحُ أو في الأديرةِ. يمضي الوقتُ يمضي صارَ الخريفُ رماديًّا أكثرَ من ذي قبلُ لم تعدْ ثمّة ٌزهورٌ في فصلِ الرّبيعِ الصّيفُ يقتلُنا عطشًا والشّتاءُ يزمجرُ برياحِهِ صارَ الرّجالُ أكثرَ حرصًا وتشدّدا وغدا النّساءُ يؤثرنَ المالَ على العاطفةْ. يمضي الوقتُ يمضي نحنُ الإخوةَ منذُ زمنٍ طويلٍ لم نعدْ نسكنُ البيوتَ نفسَها فلا نلتقي إلاّ في المناسباتِ كحفلاتِ الزّفافِ أو المآتمِ تفرضُ علينا الحياةُ هذا الانقسامَ الذي يقطعُ بيننا حتمًا وبكلِّ أسًى علاقاتِ الرّحمِ مع مضيِّ الوقتِ يمضي الوقتُ وحتّى أطفالُنا فهم ينسونَ تضحياتِنا وعذاباتِنا ويحدُوهم ميلٌ قويٌّ إلى الابتعادِ عنّا مع مضيِّ الوقتِ يمضي الوقتُ ونصبحُ في الحبِّ فقراءَ مساكينَ وها أنا أنظرُ إلى الوقتِ وهو يمضي بينَ الانتفاضِ والتنهّدِ من القهرِ لا أبكي لكنّي في أكثر الأحيانِ أتألّمُ لقد حدّدتُ اختياري منذُ وقتٍ طويلٍ وهو أن أعيشَ على طريقتي حتّى إن كلّفني أن يعدّوني منزويةً تائهةً فنظراتُهم الشّاردةُ لن تنزعَ منّي الحياةَ ويوم سأرحلُ عن هذه الدّنيا سأفارقُها عالمةً بأسرارِها ،باسمةً ،هادئةَ النّفسِ. 2018-05-07 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet