رقْصِي لِشَجَرَةِ الغُفْرَانِ: شعر:عبد اللّطيف رعري – شاعر مغربيّ مقيم بمونبوليي في فرنسا 30 أبريل,2018 عبد اللّطيف رعري سَاعَاتٌ رَهيبَةٌ فِي جِلْبابِ الانتِظَارِ سَتٌمزِّقً الأسْمَالَ والأحْلاَمَ سَتُعرِّي الأغْرَاسَ وتُقوّمُ الأقْوَاسَ مِنْ نَبضِي الغَاضِبِ حَتَّى مَحْبسِ الأنفَاسِ … وتُجِيزُ العَثْرَةَ فَوْقَ صَفِيحٍ حَارِقٍ مِنْ أصْلِ سَعيرٍ لَا يُتِمُّ لِلنَّارِ نِهَايةْ وَلاَ يُلهِمُهَا قَطٌّ سُبُلَ البِدَايةْ … سَاعَاتٌ تُلْغِي مَوَاسِمَ الشَّهَوَاتِ … وَتحْجِبُ دَلَالَ السَّنَوَاتِ عَنْ أعْمَارِنَا سَتَغارُ مِنْ أهَالِينَا وَترْمِيهِم بتُرَابٍ فِي البُطُونِ سَتغَارُ مِنَ القَرِيبِ والبَعِيدِ سَتُوهِمُ الأعْوَرَ والأعْرَجَ بوَابِلِ الظُّنُونِ فَكَفَانَا بأثْوَابِنَا شَرَّ البَليَّةِ وَ كَفَاهُم فِي البَسِيطَةِ عَنَتًا وتَدَلُلاً سَاعَاتٌ رَهيبَةٌ فِي الانتِظَارِ فَتَعَالُوا مَعًا لِلرَّقصِ فَلهِيبُ النَّارِ لاَ يُحرِقُ الظِّلاَلَ وَهَذهِ الألوَانُ الكَاشِفَةُ لَمْ تَعُد تُعِيرُ الشَّمسَ حُظُوظَها الأوْلَى وَ نَسْتحِمُّ قُرْبَ طَيفٍ يَحْمِلُ رَسَائِلَ الأبَدِ فلَنْ نُضَاهِيَ دُخَانَ المِئذنةِ القَدِيمةِ بُرُودَةً ولن نُجفِّفَ بِعُيُونِنَا سَاحَاتِ الغَضَبِ مِنْ عَرَقِ الأفنَانِ الضَّائِعَةِ لمَّا كَسرَهَا المَيَلانُ بَغْتَةً وأقْصَاهَا مِنْ شُمُوخِ الاعتِلاءِ فَلنْ نَعْدِلَ بَيْنَ الكَلمَاتِ … وَلنْ نُبقِي طَابُورَ الأزْمَانِ فِي خلَدِ الأشْجَارِ وَلَنْ نَمْسَحَ عَنِ القَمرِ مَللَ قُصُورِ أعْمَارِنَا … فاللاّحقةُ مِنْ أدْرَاجِنَا نَكْبَةٌ .. وَمَا يَليهَا فِي نَفْسِ المَقامِ نَكْبَةٌ … فَكَمَا قَوَّمْنَا أعْوَادَنَا بِرُضَابِ السِّنِينَ مُجْبَرُونَ أقْوَى مِنْ الأمَدِ عَلَى نَقلِ تُرْبتنَا ل إلى جَبلٍ لاَ يَهَابُ دَهْشَتَنَا لتَنمُوَ بَيننَا شَجَرَةُ الغُفْرَانِ تحْرُسُهَا صِغَارُ العَصَافِيرِ ونَحُجُّ اِليْهَا… تَرْويهَا صِبْيةُ الجَنَّةِ بِتعَالِيمِ الرُّسُلِ وَالأنْبِياءِ فَنَنحَنِي لهَا. مُجْبرُونَ علَى نَقْرِ السَّماءِ بِأسْمَاءِ الأزَلِ فهِي السَّماءُ …. وهِي اخْتفَاءُ الأسماءِ… تعَالُوا نَرْقُصْ مَعاً فُالخَدْشَةُ دَامِيةٌ في الظَّهرِ حَتّى النَّصْرِ ولَنْ يُسعِفَنَا حَظُّ َالمَوَالِي لنَختَارَ أشْعَارَنَا مِنْ حَاوِياتِ الإمْبرَاطُورِ الشَّقِيِّ ولَا مِنْ مَمَرّاتِ السُّجُونِ الضَّيقِةِ … وَلاَ مِنْ مِخْيالِ عَاصٍ عَتِيٍّ لنَرْقُصْ مَعَ لَهِيبِ النَّارِ فالرَّقْصُ عَادَتُنَا لِنعْبَثَ بِالجَسَدِ كَمَا نَشَاءُ وكَمَا العَبَثُ يَشَاءُ… عَادَتنَا لِحَرْقِ شَوَاهِدِ الخُرَافَةِ بيْنَ أَصَابِعِ الطُغَاة لِصَباحِنَا الأبْيَضِ… وَلِلبَيَاضِ الأبْيَضِ فِي صُدُورِنَا عَادَتُنا للْحُلمِ بِالبَقَاءِ أنْشُودَةً صَارِخَةً… تُسْقِطُ القِنَاعَ عَن القِناَعِ وَسَخَاءُ الأيَادِي لِحَالهَا تلْطُمُ الجُرْحَ بِالمَاءِ فَمَنْ أغْوَتهُ غَاوِيتُهُ فَليُهْدِ مَا يَشَاءُ لِشَياطِينِ الأرْضِ وَالسّمَاءِ فَكَمَا غَرَّنَا سَرَابُ الطَّرِيقِ بِالبُعْدِ وكَمَا غَرَّتنَا عَتمَةُ اللَّيلِ بِالفَجْرِ… وغَرَّتنَا الحَبيبةُ بِالقُبلاتِ … وَغَرَّتنَا سَنَواتُ الأسْرِ بالسَّرَاحِ فَالرَّقْصُ اليَومَ مُبَاحٌ مِنَ الصَّباحِ حَتَّى الصَّباحِ…. فتَعَالُوا نَرقُصْ مَعاً تحْث شَجَرةِ الغُفرَانِ فكم نحنُ مُجبرُونَ عَلى رَفعِ أعْلامِنَا لنلثُمَ السَّماءَ ونُعِيدَ الذِّكْرْى لذِكْرنَا فوَحْدَهُ الرقْصُ قِبلةٌ لِهَوانَا والرَّقْصُ عَادَتُنَا لِنعْبَثَ بِالجَسَدِ كَمَا نَشَاءُ وكَمَا العَبَثُ يَشَاءُ… فتَعَالُوا نَرقُصْ مَعاً مِنَ الصَّباحِ حَتَّى الصَّباحِ. الرَّقْصُ اليَومَ مُبَاحٌ… 2018-04-30 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet