مَرّةً ، خَطرَ بِبَالي
أنْ ألْهوَ مَعَ كَلْبِي الوَفيِّ :
فصَارَ يُعلّمُني المشْيَ علَى أطْرَافي الأرْبعةِ،
وأنَا أعَلّمُهُ الصّبْرَ وسِيَاسَةَ التَّقشُّفِ،
وأُدرِّبُهُ علَى الجُوعِ
– فالكَلْبُ الجَائِعُ أوْفىَ
والكَلْبُ الجَائِعُ يَتْبعُ دَوْمًا سيِّدَهُ –
هُوَ، يُعلّمُني أنْ أشْتَمَّ آثَارَ المُشاةِ علَى الأرْصِفَةِ،
وأنَا، كَأيِّ مُثَقَّفٍ، أعَلِّمُهُ اللّفَّ والدَّوَرانَ،
وأُغَنّي لهُ،
فيَرْقُصُ، علَى أَلَمٍ، مِثْلِي ،
وأُعَلِّمُهُ النُّبَاحَ،
فكَلْبي، مُنْذُ ثَوْرَاتِ الرَّبيعِ العَرَبيِّ، لمْ يَعُدْ يَنْبَحُ
كَلْبي المُثقَّفُ جِدًّا،
صَارَ يَنْهَقُ في شَاشَاتِ التّلفِيزيُونِ،
وجَلسَاتِ مجْلِسِ الشَّعْبِ!.