عيشٌ على انفرادٍ :كمال تاجا – شاعر سوريّ مقيم بكوالالامبور ماليزيا 29 مارس,2018 كمال تاجا في اللّيلِ وسنٌ يناغي سهادًا على طرحِ النّعاسِ فوقَ أراجيحِ الكرى * ويأخذُنا هلعٌ يشتدُّ مع طرقٍ خفيفٍ على أبوابٍ تفتحً ردفتيْ هواجسِنا على ذعرٍ من ذئبٍ منقضٍّ * و بالجوارِ أشجارٌ جرداءُ تهزّها ريحٌ لحفيفٍ بعيدٍ يقرقعُ بأغصانٍ لا ندركُ وقعَها * و على العتبات تتطايرُ أوراقٌ يابسةٌ صفراءُ تجرُّ جثّةَ هسيسٍ مستترٍ لنصغيَ إلى كلِّ حركةٍ خلفَ ستائرَ لم نغلقْها بعدُ * ليتناهى إلى سمعِنا مصادفةًِ أزيزُ رصاصٍ ينكمشً بزنادِ بندقيّةِ أحاسيسِنا ونحنُ نطويه في أخمصِ عواطفِنا متأهّبًاً للانطلاقِ نحوَ خرقِ هدفٍ غيرِ محدّدٍ * وندوسَ على مساميرَ لا وخزَ لها مقزّزةٌ للنّفسِ * ونرهفُ السّمعَ لجلجلةِ الهسيسِ فوقَ زجاجٍ محطّمٍ على أرضٍ هشّةِ * ونتتبّعُ وشوشةَ قرعِ أجراسٍ غريبةٍ ووقعَ الرّنينِ يقفُ على مشارفِ السّمعْ * مع بضعِ دوساتٍ هنا وهناك على عتباتِ أبوابِ لم يدقّ عليها وطءٌ غريبٌ من قبلُ * لنعثرَ على وقعِ دربكةِ خطىً تتنقّلُ في أمكنةٍ غيرِ معهودةٍ لتثيرَ مخاوفَنا * ونحنُ نبحثُ عن شبحٍ غامضٍ و طيفٍ خفيٍّ يبدّلُ ملامحَهُ حتّى لا ينكشفَ أمرُهُ وحسبما نولّي أنظارَنا * و نصادفُ عن طيبٍ خاطرٍ صبًّا حائرًا يرفضُ أن يعاشرَ وحشتَهُ بعد أن حُلّتْ له عقدةُ لسانِ حالِها * و نواظبُ على صدِّ أطيافٍ مبهمةٍ وطردِ أشباحٍ غامضةٍ ونفاجئُ خيالاتٍ مربكةً وهي ترتكبُ الفاحشةَ ونكنسُ ظلالاً مارقةً لا يمكنُ لملمتُها في سلّةِ مهملاتٍ هي محطُّ أنظارِنا لنجمعََها إلى جانبِِ حائطٍٍ * ونتبارى في نزعِ كلِّ ملابسِ تآلفِنا وعلى انفرادٍ * لنسكنَ إلى جانبِ غابةٍ موحشةٍ كأعشاشٍ هشّةٍ من قشِّ الكآبةِ وفي عناقِ وحدةٍ خانقةٍ * وبغتةَ وعلى حينِ غرّةٍ نشرئبُّ لنتحلَّى بحسنٍ رائعٍ وبقدٍّ ميّاسٍ للجلوسِ على السّدّةِ * ونتركُ كوامنَنا لتحلَّ عقدةَ انكماشِنا على مخاوفِنا لتبدوَ مطامحُنا كعروسٍ مرتقبةٍ مع دعواتٍ حثيثةٍ على الأرائكِ الممدودةِ لنطأَها كيفما نريدُ وعلى انفرادٍ * ولنعاشرَ ألفةَ استيلادِ ما نشاءُ من أولادٍ وأحفادٍ يسكنونَ إلينا 2018-03-29 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet