أنا و أنتِ و المدينةُ : شعر: علي كرامتي – قرطاج الياسمينة – تونس 19 مارس,2018 علي كرامتي أنا و أنتِ و الـمدينهْ وقلبيَ الـمقفرُ من مناهْ و من رؤاهْ كالشّارعِ الغريقِ في السّكينهْ تلعقهُ مكانسُ الرّيحِ الحزينهْ تشربُ من مصباحِهِ الأحمرِ جرعةَ نورٍ في غياهبِ لياليهِ الضّنينهْ و يرحلُ الفجرُ بما بَقِيَ من ضوئهِ الشّاحبِ العليلْ * * * أنا و أنتِ و الـمدينهْ وخافقي الـمُلْقى على أرصفةِ البعادِ يرقبُ رحلةَ السّفينهْ إنّي لأسمعُ صفيرَها الرّهيبَ من بعيدِ يـهـمـي كرعدٍ بين أضلاعي و أنا غارقٌ بلجّـةِ الذّهولِ محطّمُ الـمجدافِ مكسورُ القلوعِ أعمهُ في بحرِ الألمْ بلا رجاءٍ و بلا خيطِ أملْ أهذي من النّيرانِ والأوجاعِ تجتاحني حمّى الضّياعِ * * * أنا و أنتِ و الـمدينهْ و جلسةٌ ليليّةٌ حميـمةُ الأرجاءِ يـمـلؤها الحبُّ و أنفاسُ القمرْ و الأنجمُ الحسانُ يخبو نورُها الأغرْ في همسِنا وفي ابتساماتِنا و صحبُنا لا يعلمونَ ما الخبرْ نعانقُ الفرحةَ في همسِ الوترْ فليتنا نستوقفُ القدرْ و نحن في لقائِنا ذاكَ الـمساءْ نزهو و نلهو مثلما نشاءْ أو ليتنا صرنا حجرْ ما بين أحضانِ اللّقاءْ * * * أنا و أنتِ و الـمدينهْ و رعشةُ التّسليمِ في كفّي غداةَ الـموعدِ الأخيرِ و حرقةُ الخدِّ على الخدِّ و مهجتي الحرّى تئنّ ما بينَ الضّلوعِ و أنا عائدٌ وحدي واللّيلُ حولي وحشةٌ مجنونةٌ تلفُّ دربي بالشّجونْ تنيرُها لآلئٌ من نارِ دمعي و أنا عائدٌ وحدي. عارٌ من الأحلامِ من كلِّ الـمشاعرِ من لذّةِ الحبِّ و من لذعِ السّهرْ والّليلُ حولي وحشةٌ مجنونةٌ و الخطوُ نارٌ مثلُ نارِ الوجدِ تحرقني.. تأكلني .. وحدي و أنتِ في البعدِ * * * أنا و أنتِ و الـمدينهْ غدًا ستصبحينَ في الـمدينهْ و سوفَ أبقى ههنا في قريتي الصّغيرهْ أرقبُ عودةَ السّفينهْ بلهفةٍ كبيرهْ و ملءُ صدري دفقُ أحلامٍ كثيرهْ ولهبٌ من الظّنونِ مستعرْ فهل سأُنسى في الزّحامِ كـكِـلْمَةٍ ما بين آلافِ الكلامِ كأيِّ وجهٍ عابرٍ رأيتُهُ وسْطَ الزّحامْ كصورةٍ لرجلٍ قابلتُهُ منذُ سنينْ في مرفإ الأيّام راحَ وراحتْ معهُ الأيّامُ * * * أنا و أنتِ و الـمدينهْ و فكريَ الـمُثقلُ بالظّنونِ و قلبي الدّافقُ شوقًا و حنانًا أحلمُ أنّ الغدَ آتٍ بالأمانْ و أشتهي يوما لنا يوما كألف عامْ يُـمْطرُنا قربًا و يروينا لقاءْ يُغرقُنا وردًا و حنينًا يُوسعُنا حبًّا و سكينهْ يومًا كألفِ عامْ و فيه أنتِ و أنا و لا مدينهْ 2018-03-19 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet