نصّانِ جديدانِ لريتا الحكيم – اللاّذقيّة – سورية 16 فبراير,2018 ريتا الحكيم نَشْوَةُ الرّوحِ أخبروا العازفينَ على ناياتِ العِشقِ أنّني أغفو في مُخيّلةِ شاعرٍ هَدَلتْ يمامةٌ على نافذةِ قلبهِ بلّلتْ وسائدَهُ بالشّغفِ القصيدةُ الثّكلى نزعتْ عَنْ جَسَدِها ثوبَ الحِدادِ الشّاعرُ المطعونُ بجُرحِ الفقدِ يُحَلّقُ في فضاءاتِها ويَفكُّ عُرى حُزنِها تطأُ بقدميْها الصّغيرتينِ بوّابةَ بوحهِ تُمطِرُهُ بِوابلٍ مِنْ هُطولِها فتُزهرَ الكلمةُ على أخاديدِ روحهِ أقاحيَ يُضوّعُ عَبَقُها متاهاتِ الشّعْرِ الشّعْرُ، الذي تبرّأ منهُ ذاتَ ضجرٍ نقشَهُ تميمةً على جيدِ الزّمنِ الشّعْرُ وطنٌ بريءٌ من النّوى حُضنُ دافئٌ لامرأةٍ تُسهبُ في إغواءِ الكلماتِ تُمشّطُ ليلَ ضفائرِها فينسكبُ الوَجْدُ في عبّ الأكوانِ عطراً فَوّاحاً أخبروا مَنِ اكتوى بِلَوْعَةِ العِشقِ تلكَ المرأةُ أنا وأنا تلكَ القصيدةُ وذاكَ الوطنُ.. وأنا.. ذاكَ العِطرُ طوبى لامرأةٍ مثلي، تسكنُ مُخيّلةَ شّاعرٍ ولا تَذوي منْ هجرٍ أو فراقٍ لا تُدخلْني في التّجربةِ لا تُدخلْني في تجربةِ الصّمتِ وأنتَ تُراقبُني من زاويةٍ قريبةٍ جداً من أنفاسي الصّمتُ عن قُربٍ مجزرةٌ بحق اللّغةِ، يقترفُها شاعرٌ غابَ عنِ العشقِ وهو يكتبُ النّصَّ دعنا بكلّ عفويةٍ، نتبادلُ الجُملَ، ولأنّني أُحبُّ الفعليّةَ منها سأقايضُكَ بالاسميّةِ الفعلُ، ركنٌ من أركانِ الحُبِّ الخمسةِ وأنا مؤمنةٌ، لا يفوتُني واحدٌ منها أنتَ تحفظُ الأسماءَ عن ظهرِ وهمٍ، تتلكّأُ وترتبكُ، فلا تصلني منها إلا حروفٌ جوفاءُ وأنا بكلِّ ما أوتيتُ من ثرثرةٍ أزدهرُ باكتمالِ المعاني الجملُ الاعتراضيةُ التي تقفُ في حلقِ النّص.. شوكةً لا أُعوّلُ عليها أركنُها في خزائنِ اللّغوِ وأغلقُ دونَها بابَ المجازِ تحتاجُ إلى سنواتٍ ضوئيّةٍ لتصلَ إلى جوهرِ النّصِّ المنشورِ على حبالِ اللّغةِ وحيداً.. في حُضنِ أسماء وأفعالٍ مجهولةِ الهُويّةِ ولأنّ الجَدَلَ القائمَ بيننا عقيمٌ ذاك النّصُّ اليتيمُ.. لن تُجَفّفَهُ شمسُنا المُتواريةُ عنِ الأنظارِ في أكثرَ من مقطعٍ شِعريٍّ ستنقرُهُ قُبّراتُ الفَقدِ وتفقأ عينيهِ أنا سأكملُ ثرثرتي.. على أنقاضِ صمتِكَ وأنتَ ستركضُ حافياً.. خلف سرابِ الكلمةِ وأُردّدُ في سِرّي: “لا تُدخلني في التّجربةِ.. ولكن نَجّني منكَ.. آمينَ” 2018-02-16 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet