خصائص اللّغة العربيّة(21): تصويبات صرفيّة 16 فبراير,2018 1) يقول بعضهم : تدنّي نتائجِ الطالب في الامتحان مٌلفِتَة للنظر : لا يوجد في اللّغة العربيّة فعل على وزن ” أفْعَلَ ” من اللاّم والفاء والقاف . جاء في لسان العرب ( المادّة : ل ف ت ) : لَفَتَ وجهَه عن القوم: صَرَفَه، والْتَفَتَ التِفاتاً، والتَّلَفُّتُ أَكثرُ منه. وتَلَفَّتَ إِلى الشّيء والْتَفَتَ إِليه: صَرَفَ وجْهَه إِليه . لذا فالصّواب أن نصوغ اسم الفاعل من الثّلاثيّ المجرّد ” لفت ” فنقول : تدنّي نتائجِ الطالب في الامتحان لاَفِتَةٌ للنظر 2) يقول بعضهم : إنّ عملَ هذا الفريقِ التقنيّ أكثرُ دقّةً ” أكثر ” هو اسم تفضيل مساعد يؤتى به حين يكون الفعل المراد التّعبير عن المفاضلة في معناه مزيدا فيُتْبَعُ بمصدر ذلك الفعل نحو : هذه البنايةُ أشدُّ ارتفاعًا . أمّا في هذه الجملة فإنّ معنى الفعل ” دقّ ” قابل للمفاضلة .لذلك يشتقّ اسم التفضيل من أحرفه الأصول مباشرة : أَدَقُّ . فالصّواب إذن أن نقول : إنّ عملَ هذا الفريقْ التّقنيِّ أدقُّ . 3) يقول بعضهم : رئيسُ المؤسّسةِ الجديد ( أَنْصَفُ ) من سابقه : “أنْصَفُ ” اسم تفضيل . والقاعدة في اسم التّفضيل أنّه يصاغ على وزن ” أَفْعَلَ ” من المجّرد لا من المزيد . لكن لا وجود لفعل مجرّد بمعنى الإنصاف أي العدل من مادّة ن ص ف . جاء في لسان العرب في هذه المادّة : نَصَفَ الشيءَ يَنْصُفُه نَصْفاً وانتَصَفه وتَنَصَّفَه ونَصَّفه: أَخذ نِصْفَه. والنَّصَفُ والنَّصَفةُ والإنْصاف : إعطاء الحقّ، وقد انتصف منه، وأَنصفَ الرجلُ صاحبه إنْصافاً . وقد أَعطاه النَّصفَةَ. ابن الأَعرابي : أَنصف إذا أَخذ الحقّ وأَعطى الحقّ . فالصّواب هو أن يقال : رئيسُ المؤسّسةِ الجديدُ أشدُّ إنصافًا من سابقِهِ 4) يقول بعضهم : سَبِقِني ( بكسر الباء ) زميلي إلى قاعةِ الدّرسِ : يخطئ الكثيرون اليوم في نطق هذا الفعل . فيكسرُ بعضُهم عينَهُ في الماضي و يفتحونها في المضارع على وزن” فَهِمَ يَفْهَمُ ” . جاء في لسان العرب ( المادّة : س ب ق) : السَّبْقُ مصدر سَبَقَ. وقد سَبَقَه يَسْبُقُه ويَسْبِقُه سَبْقاً: تقدَّمَهُ. فالصّواب أن نقول : سَبِقَني ( بفتح الباء ) زميلي إلى قاعةِ الدّرسِ 5) يقول بعضهم : العاملانِ الرّئيسيّانِ اللّذانِ تسبّبا في إفلاسِ الشّركةْ هما المنافسةُ غيرُ الشّريفةِ وغلاءُ الموادِّ الأوّليّةِ : لفظ ” رئيس ” صفة مشتقّة من الرّأس – و الرّأس اسم جامد. وهي صالحة لأن يوصفَ بها فتقول “العاملُ الرّئيسُ” . فلا داعي البتّة إلى النّسب في مثل هذه الحالة. قال الصاغاني في العباب الزاخر (ر ء س) : الأعضاء الرّئيسة عند الأطبّاء أربعة: القلب والدِماغ والكَبِد والأُنثيان، ويقال للثّلاثة المتقدِّمَة: رئيسةٌ من حيث الشذخص، على معنى أنَّ وجوده بدونها أو بدون واحِدٍ منها لا يُمكِن، والرّابع رئيسٌ من حيث النّوع على معنى أنَّه إذا فاتَ فاتَ النّوع . فالصّواب أن نقول : العاملان الرّئيسانِ اللّذانِ تسبّبا في إفلاسِ الشّركةِ هما المنافسةُ غيرُ الشّريفةِ وغلاءُ الموادِّ الأوّليّةِ 2018-02-16 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet