ذكرياتي مع النّاقد التّونسيّ الكبير أبي زيّان السّعدي(1) 5 فبراير,2018 أبو زيّان السّعدي إنّ جلّ الكتّاب والمثقّفين الذين عرفوا النّاقد التّونسيّ أبا زيان السعدي وأدلوا بشهاداتهم عنه إنما احتكموا إلى طبيعة شخصه وسلوكه ولم يطلّعوا (أو اطلّعوا قليلا)على مؤلّفاته والحال أنّ إنصاف الرّجل يقتضي في المقام الأوّل فحص مسيرته النّقديّة وآثاره. فمن هذه الناحية كان أبو زيّان السّعدي ذا مسيرة تدعو إلى الإعجاب ،امتدّت على خمس وخمسين سنة ،من سنة 1959 إلى سنة 2014 تاريخ وفاته وقد أغنى طيلتها المكتبة العربيّة بعدة كتب وبعدد لا يكاد يحصى من المقالات لم يجمع أغلبها. أمّا من جهة الكيف فقد كان أبو زيّان السّعدي ناقدا خالصا ، إذ لم ينشر في حياته نصّا شعريّا أو سرديّا، كما كان صارما، مهيب الجانب .وهو ما يلغي إمكان تواطئه مع بعض الأدباء.وهذه، في حد ذاتها، خصلة مهمّة بالنّسبة إلى ناقد.ولم يكن واعيا بها فحسب وإنّما ينظّر لها على أنّها أسّ من أسس النّقد.وذلك في قوله الشّهير: ” تُقاس قيمة النّاقد بعدد أعدائه”. والإضافة إلى هذه الاستقلاليّة الفكريّة كان أبو زيّان السّعديّ قارئا نهما لا يرتوي ومتمتّعا بذاكرة استثنايّة بل مذهلة.فكنت كلّما سألته عن كتاب صدر لتونسيّ أو تونسيّة حتّى إن كان حديث الظّهور أوكان صاحبه جديدا في السّاحة ،حدثّني عنه بكلّ دقّة قبل أن يصدر في شأنه حكما واضحا جليّا . وإلى جانب هذه المعرفة الجمليّة والمفصّلة معا لمدوّنة الأدب التّونسيّ ، كان ذا ذائقة جماليّة مرهفة وحسّ حدسيّ نامٍ يمكّنانه من الاهتداء إلى المكوّنات المفيدة في ما يقرؤه من آثار أدبيّة دون اللّجوء إلى المناهج الأكاديميّة، الكلاسيكيّة منها والحديثة. من هو أبو زيان السّعدي ؟ ولد بتونس في 7 مارس 1937.زيتوني التكوين . زاول دراسته الجامعية بكلية آداب القاهرة . ومنها تال الإجازة في اللغة والآداب العربية . اشتغل معلما في التعليم الابتدائي ثم أستاذا في التعلية الثانوي . ناقد غزير الإنتاج . قوي الحضور في الساحة الثقافية .ملم الماما دقيقا بتاريخ الأدب التونسي وتياراته السالفة والحالية . مؤلفاته عن الأدب التونسي : في الأدب التونسي المعاصر ، دار ابن عبد الله للنشر ، تونس 1974 مواقف فكرية معاصرة ، على نفقة المؤلف ، تونس 1985 نقد وتأصيل ، دار المعارف ، سوسة ، تونس 1987 من أدب الرواية في تونس ، الشركة التونسية للتوزيع ، تونس 1988 أضواء على الأدب التونسي ، دار العمل للنشر والتوزيع ، تونس 2006 عثمان الكعاك، الرجل والفكر والقلم ، سلسلة «ذاكرة وإبداع» للمركز الوطني للاتصال الثقافي ، تونس 2009 أبو القاسم الشابي شاعر الحياة والحب والحرية ، دار نقوش عربية ، تونس 2010 2018-02-05 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet