سُـــورُ الخـــلاصِ : شعر: زهور العربي – تونس 3 فبراير,2018 زهور العربي أَخْلُوا المكانَ، افتحوا بوّاباتِ الشّجنِ، كلماتي أينعتْ وحانَ وقتُ القطافِ. ترفّقوا بعناقيدِ الحنينِ، اِجنُوها على… مهلٍ. النّورُ من حولي يغزو المكانَ، ينابيعُ الحبرِ تتدفّقُ غزيرةً، مختلفةَ الألوانِ. الأحمرُ القاني، يَرسُمُني بيدِ عاشقٍ زهرةَ ريحانٍ، شذاها عصارةٌ من أرقى المعاني الأصفرُ الذي يغارُ حينَ يراني، يفتكُّ الفراشَ منّي، يَكيدُ لي ليظفرَ بمكاني. الأزرقُ الأرجوانيُّ، في مراكبِ الأمواجِ يَقذِفُني، يَرفعُني، يُسافرُ بي، لأحرثَ غيمةً تَشتاقُ أن تلقاني. موسمُ الزّرعِ حانَ، افتحوا أكياسَ وجداني، مدّخراتُ الحبِّ عندي وفيرةٌ، وأرضُ غُيومي خِصبةٌ سمادُها من حُطامِ أحلامي، “أفْروديتُ” تنحّتْ عن العرشِ، وجثتْ على ركبتيْها،أمامي، رتّلتْ سورةَ الخِصبِ حينَ … تراءى لها الجُوري يُراقصُ نَسائمَ الصّبحِ… في أحضاني، بلابلُ القلبِ أسْكرتْها شهقةٌ، ردّتْ لها الرّوحَ إذْ أطلقتْها. “فينوسُ” كفرتْ بالبحرِ موطِنَها، تمرّدتْ على مَهْدِ المحارِ، حينَ رأتْني نخلةً تتوضّأُ بماءِ الرّافدينِ الزّلالِ أخبرتْ “باريسَ” أنّي أجملُ من “هيلينَ” وأنّ جُيوشي ستعيدُ لِطرْوادةَ زمنَ الأمانِ، من قالَ إنّها علمّتْني الشّعرَ؟ هي التي سرقتْ كلَّ القصائدِ منّي، أنا ، لا أنتِ إلهةُ الشّعرِ يا “إيراتو” أنا للحرفِ نارٌ، وأنا له الهواءُ، أنا له بردٌ وأنا له سلامٌ ، والحِبرُ مثلُ الماءِ حينَ ينْسكبُ، لكنّهُ يزيدُ اضطرامي. حبيبَ القلبِ ترفّقْ، لا تلمْني، إذا أغرتْني شمسُ “أبولو” وأسلاكُها داعبتْني، فالعينُ يأسرُها النّجمُ إذا تلألأَ، والقلبُ يستحيلُ نبعًا إذا الغيثُ على أرضِهِ العطشى تدفّقْ. حبيبي تعالَ نَحصدْ ما زرعْنا، نُعدِ البذرَ ما دامتْ سُهولُ العمرِخصبةً، تعالَ نستحمَّ في أكفِّ ليْلكةٍ جذْلى، نَبني بينَ الأيكِ أعشاشَ اليَمامِ حبيبي إن سَكنتُ العشَّ يومًا ، لا تلمني، أو تظلّلتُ بأهدابِ الغرامِ، أو سكنتُ الشّمسَ وأعلنتُ أنِّي تربّعتُ على عرشِ الإلهِ “رَعْ” أنا مثلُ الفينيقِ وهبتُ عُشّي، ولبَعْلبكَّ يمّمتُ وجهي، لأبعثَ من رحمِ الرّمادِ نَسْلِي. 2018-02-03 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet