خصائص اللّغة العربيّة (4):من الأخطاء الشّائعة في لغتنا 29 يناير,2018 1- قول بعضهم : ” فلان يَخلْطُ بين الذاتيّ وبين الموضوعيّ : لا يتكرر الظرف ” بين ” إلا إذا اتّصل بالثاّني ضميرٌ نحو : بيني وبينه . لذا فالصّواب أن نقول هنا : فلان يَخلْطُ بين الذاتيّ و الموضوعيّ . 2- هذه العادةُ عدّها البعضُ مُضِرَّةً : جاء في لسان العرب ( في مادة ب ع ض ): استعمل الزجّاجيّ ” بعضاً ” بالأَلف واللاّم فقال: وإِنّما قلنا ” البَعْض” و” الكلّ ” مجازاً وعلى استعمال الجماعة لهُ مُسامحة، وهو في الحقيقة غير جائز يعني أَن هذا الاسم لا ينفصل من الإضافة. قال أَبو حاتم: قلت للأصمعي : رأَيت في كتاب ابن المقفع: ” العِلْمُ كثيرٌ ولكن أَخْذُ البعضِ خيرٌ مِنْ تَرْكِ الكلّ ” ، فأَنكره أَشدَّ الإِنكار وقال: الأَلف واللام لا يدخلان في بعضٍ وكلٍّ لأَنّهما معرفة بغير أَلف ولامٍ.وفي القرآن العزيز: ” وكلٌّ أَتَوْه داخِرين ” ( النمل : 87 ) . قال أَبو حاتم : ولا تقول العرب الكلّ ولا البعض، وقد استعمله الناس حتّى سيبويه والأَخفش في كُتُبهما لقلّة علمهما بهذا النحو فاجْتَنِبْ ذلك فإِنّه ليس من كلام العرب. فالأسلم أن نقول : هذه العادةُ عدّها بعضُهم مضرَّةً 3- قول بعضهم : “خلاصة القول إنّ الاجتماعَ كان مفيدا ” : يقول بعضهم : ” وخلاصةٌ القولِ إنّ الاجتماعَ كان مفيدا ” وفي ظنّهم أن هذا الحرف المشبّه بالفعل ” إنّ ” متعلّق بلفظ ” القول ” الذي تبدأ بعده وجوبا جملة جديدة . ولمّا كانت هذه الجملة الجديدة اسميّة فلا يجوز في اعتقادهم أن يدخل عليها الناسخ الحرفيّ ” أنّ ” لأنه لا يرد إلاّ في وسط الكلام نحو : أرى أنّ النجاحَ سيكون حليفنا . والحقيقة أنّ لفظ ” القول ” هنا يمكن حذفه فنقول ” والخلاصة أنّ الاجتماع كان مفيدا ” لأنّه حرف موصول يؤلّف هو وصلته ” الاجتماع كان مفيدا ” مركّبا بالموصول الحرفيّ وظيفته خبرٌ للمبتدإ ” خلاصةُ القولِ ” . لذا فالصّواب أن نقول : خلاصة القول أنّ الاجتماعَ كان مفيدا 4- قول بعضهم : “توقّف المؤتمر ممّا يدلّ على أنّ المشاركين انقطع حبل التواصل بينهم “ : ممّا : تتألّف في الأصل من حرف الجرّ ” مِنْ ” والاسم الموصول ” ما ” . وقد أُدغِمتْ نون ” مِنْ ” في ميم ” ما ” لأنهما حرفان خيشوميّان ينشأ عن تتابعهما في السياق الصّوتي ثقلٌ . فإذا فكّكنا الإدغام وقلنا ” مِنْ ما يدلّ ” تبيّن لنا أن التّركيب الذي نحصل عليه لا معنى له في اللّغة العربيّة . لذا ينبغي أن نقول ” وهذا ما يدلّ ” أو ” وهو ما يدلّ ” . 5- قول بعضهم : “افتتح الاجتماعَ السيّدُ الوزير والذي كان له لقاءٌ بجلّ الحاضرين منذ يومين ” : المركّب الموصوليّ ” الذي كان له لقاء بجلّ الحاضرين منذ يومين ” نعت للفظ ” الوزير ” . ولا يجوز عطف النعت على المنعوت . والصواب هو أن تحذف الواو فنقول : افتتح الاجتماعَ السيّدُ الوزيرُ كان له لقاءٌ بجلّ الحاضرين منذ يومين : 6- قول بعضهم : ” فلان في فترة نَقَاهَة ” أي يتماثلً من علّته : لقد جاء في لسان العرب ( مادة ن ق ه ): ونَقِهْتُ الخبرَ والحديثَ، مفتوح مكسور، نَقْهاً ونُقُوهاً ونَقاهةً ونَقَهاناً وأَنا أَنْقَهُ. قال ابن سيده: نَقِهَ الرجل نَقَهاً واسْتَنْقَهَ : فَهِمَ . ونَقِهَ من مرضه، بالكسر، ونَقَهَ يَنْقَهُ نَقْهاً ونُقُوهاً فيهما: أَفاق وهو في عَقِبِ علَّتِهِ. لذلك فالنقاهةٌُ هي الفهمُ .أمّا التّماثلُ للشفاء فهو النَّقْهُ والنُّقُوهُ . 7- يقول بعضهم : تغيّرتْ نتيجةُ اللّقاءِ في لحظةٍ زمنيّةٍ قصيرةٍ : “لحظة ” هي اسم مرّة من الجذر “ل ح ظ” . والفعل هو ” لَحَظَ ” .ومعناه كما جاء في اللّسان : لحَظَه يَلْحَظُه لَحْظاً ولَحَاظاً ولَحَظَ إِليه : نظره بمؤخِّرِ عينِه من أَيّ جانبيه كان، يميناً أَو شمالاً . ومن ثمة فإنّ اللّحظة لا تكون بديهيّا إلاّ قصيرة . يضاف إلى ذلك أنّ ” اللّحظة ” تتضمّن معنى الحدوث في وقت وجيز . واستعمالها على سبيل المجاز العقليّ بمعنى الوعاء الزّمني الذي وقعت فيه ممكن . ومن العبارات العربية الشّائعة : أَسْرَعُ من طرْفةِ عين . لذا يكون الصواب أن نقول : تغيّرتْ نتيجةٌ اللقاءِ في لحظةٍ. 8- يقول بعضهم : لا يجبُ أن يستفزّ اللاّعبون الجمهور: الوجوب ضدّه الجواز . فحين نقول ” لا يجبُ هذا الأمرُ ” فمعناه أن هذا الأمر غير واجب أي جائز والحال أنّ المقصود هو عكس ذلك . والصّواب هو : يجبُ ألاّ يستفزّ اللاّعبون الجمهور . 2018-01-29 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet