كثيرةٌ هي حماقاتي : حسن العاصي – شاعر فلسطينيّ مقيم في الدّانمرك 27 ديسمبر,2017 حسن العاصي لا أحدَ ينجو في مسارِ الغفلةِ كثيرةٌ هي حماقاتي تتواترُ كما السّيلُ المنفلتُ موجةً بكماءَ وأخرى أوصدتْ أهدابَها بدءًا من مخاضٍ ضريرٍ في حقلِ النّعناع حينَ وهبتني الأقدارُ قلباً أخضرَ يصبحُ ساقيةً إذ استيقظتِ الغابةُ وقنديلاً إذا نامتْ عصافيرُها أنثرُ السّوسنَ في وجهِ الرّبيعِ تزحفُ على الفصولِ رائحةٌ لا تصلُ أعتلي جدرانَ المدينةِ مثلَ قطِّ الأسواقِ تتعثّرُ بي عرباتُ الباعةِ أشتهي قضمَ الرّحيلِ مثلَ دربٍ أعيتْهُ الخطى في العيدِ نسيتُ يدي عندَ بائعِ البالوناتِ وأنا أبحثُ عن آخرِ خيطٍ كانَ يلهو هناكَ فكانَ نصيبي فرساً ورقيّاً هزيلاً ومبتسماً عدتُ مرّةً من أقدامِ الشّاطئِ دونَ رأسٍ حينَ أيقظتْني أمّي صباحاً وجدتُ نورساً لا يطاوعُهُ الرّملُ مكانَهُ قالتْ: ابني ابتلعَ البحرَ ومرّةً تسلّقتُ لوحةَ الأولياءِ فسقطَ بي جسرُ المطِر لملمَ السّورُ جسدَهُ المنهكَ وتوارى في أعباءِ القلقِ كبرتُ وكبرتْ الحماقاتُ صرتُ مرجاً من العشبِ ينصبونَ فوقَهُ ألعابَ المواسمِ ويرقصُ على أطرافِهِ التّائهونَ صرتُ شيئاً من لهاثِ المسافةِ تصرخُ أصابعي ولا أعرفُ القراءةَ وفي الشّتاءِ السّابعِ أخرجتُ عيني من أنفي حينَ ضمرَ الغيمُ الماءَ في هبوطِ الملحِ تذكّروا أنّني حلّقتُ مع فراشاتِ النّارِ لم يكنْ زهواً ولا بهجةً ولا برعماً كان أنيناً منسكباً وجناحاً وعراً أكبرُ حماقاتي كانتْ في الحبِّ صدّقتُ ذاتَ وهمٍ قالوا لي ما الحبُّ إن لم تفضْ به روحُكَ نغماً فرابطّتُ في روضةِ العشقِ وتراً أطعتُ مقاماتِهِ وأنهكني الهوى حتّى ذرفتُ قلبي وشيّعتُ جنازتَهُ وحدي أغلقتُ الانتظارَ وقلتُ ما أعذبَ عثراتِ الصِّبا لو أن قدري يغادرُني ويبعثُني مرّةً أخرى غصناً من الماءِ يجتثُّ التّرابَ المتوقّدَ كنتُ خلعتُ قلبي ووجهي ويديَّ وكتبتُ جنوني ونوباتِ اغترابي واكتشفتُ سرَّ الحماقةِ إنّما يتلاشى وقتي مثلَ ضوءٍ خجولٍ يفرُّ بعيداً و قواريرُ الرّملِ تتنهّدُ باسترخاءٍ يوشكُ الطّفلُ أن يرتبكَ فوقَ العشبِ الأبيضِ حالكٌ وجهُ هذا العالمِ أسحمُ ما زالَ الكثيرُ في احتدامِ القصيدةِ لم يقلْ أفترشُ وردتي وأنامُ وحماقاتي تمضي إلى حيثُ عيدُ اللهِ يهبُ نزقَ الصِّبيانِ أرجوحةً 2017-12-27 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet