صحراءُ غرفةِ النّومِ : شعر: خالد خشان – النّاصرية – العراق 14 ديسمبر,2017 خالد خشان وماذا عن يدِها وهي تتركُ كلَّ ما تحملُهُ لأطفالِها وتمتدُّ بحنوٍّ لتصافحَني ! * من عيوبِكِ أنّكِ لا تحبّينَ السّكارى وهم يعودونَ في آخرِ اللّيلِ أنقياء كالأطفالِ . * تعاليْ معي لأريَكِ سماءً أخرى يتوهّجُ فيها القلبُ علّقيها لطيورِكِ وامسحي ثناءَ أولئكَ ، بأكمامِ قميصِ البارحةِ ساعةَ تجرجرينَ البحرَ وترمينه على سريري . * خذي مقصّاً صغيراً ومن حاشيةِ شغفي بكِ اصنعي سربَ فراشاتٍ واطلبي منها أن تحلّقَ بمستوى ركبتيْكِ كلَ يومٍ وأنتِ تذهبينَ للمقهى ، للأصدقاءِ ، للشّعرِ . * عمّا قريبٍ سينتهي كلُّ شيءٍ وسأتذكَّرًكِ كحربٍ مرّتْ من هنا مرّتْ على القلبِ . * وحيداً في صحراءِ غرفةِ النّومِ أقفُ أمامَ المرآةِ أتمرّنُ على احتضانِكِ كلَّ يومٍ . * كلُّ هذا الحبِّ الذي كدّستهُ في غيابِكِ هو لكِ وحدكِ . * والآنَ بعد أن انفضَّ من حولِنا كلُّ من نحبُّهمْ ماذا سنفعلُ بهذا الحبِّ الذي لم يعدْ يصلحُ لشيءٍ . * من قالَ إنّي وحيدٌ ؟ اليومَ رأيتُ يدي اليمنى تصافحُ يدي اليسرى وأنا بينهما صديقٌ ثالثٌ فمن قالَ إنّي وحيدٌ ؟ * لا أثرَ لأحدٍ كي تقتفيَهُ أيّها العابرُ . * طـُويتْ سماواتُكَ فماذا تنتظرُ ! امسحْ كلَّ أثرٍ احزمْ ذكرى نسائِكَ احزمْ يديْكَ كي لا تلوّحَ لأحدٍ بعدَ الآنَ وأنتَ تغادرُ . * اعصرْ قلبَكَ بكلتا يديْكَ ودعْهُ يتساقطُ غيمةً غيمةً فوقَ مودّاتٍ كثّرٍ تركتَها هناكَ يحرسُها تمثالٌ من ملحٍ يقفُ وحيداً لا يردُّ على أحدِ بعدَ أنْ خرجتَ بحفنةٍ من أسى . * اسمي حائطٌ قديمٌ وقد حفظَ كلَّ حنانِكِ لكنْ أينَ أنتِ الآنَ ؟ ! كلُّ ما كتبتُهُ بعدَكِ في هذا الخواءِ الغزيرِ ما هو الاّ مسوّداتٌ للنّدمِ الذي أينعَ مبكّراً . * مضرَّجاً يسقطُ عندَ بابِ الغريبِ طائرُ المنفى يلطّخُ بياضَ القصيدةِ 2017-12-14 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet