شهريادُ( 1): شعر: علي كرامتي – قرطاج الياسمينة – تونس 4 ديسمبر,2017 علي كرامتي لو تعرفينَ صديقتي لولاكِ لم تتسلّلِ الدّنيا إلى قلبي لولاكِ يا امرأةَ الهوى و السّلسبيلِ لولاكِ لم تتكدّسِ الأشواقُ في دربي لولاكِ يا امرأةُ على عرشِ الأماني تجلسينَ .. و تحبسينَ الـمستحيلَ ما جفَّ في روحي نبيذُ الأقنِعَهْ . هذا الهوى الـمهووسُ مَنْ إلاّكِ قد صَنَعَهْ !؟ مَنْ ذا أسالُ رعوديَ القَلْبيّهْ !؟ من علّمَ العصفورَ نقرَ زجاجِ نافذتي في كلِّ صبحٍ و النّقشَ فوقَ خضمِّ ذاكرتي بوْحَ البروقِ و همسةً من شهرزادَ !؟ من لي سوى عينيكِ أشجاني !؟ من لي سوى عينيكِ أحياني !؟ سبحانَ قلبي كمْ يحبّكِ أنتِ … سبحاني ! ماذا أقولُ و أيُّ قولٍ قد يحدُّ تخومَ حبّي !؟ إن كانَ للأفقِ البعيدِ حدودٌ أو كانَ للنّورِ الـمشعِّ حدودٌ فلبحرِ أشواقي كذاكَ حدودٌ . إنّي القتيلُ على صباحِ الأمنياتِ على الحدودِ إنّي الـمحطّمُ خلفَ أشرعتي.. و أحلامي سرابٌ إنّي الـمسافرُ فوقَ أجنحةِ القطا و الاكتئابِ إنّي الرّصيفُ الجلّناريُّ الـمديدُ تسودُّ نارُ دمي.. على شهواتِ هذا الاستلابِ القلبُ ورّطني لأحسُوَ جرعةً من ضحكةِ الـمـاءِ الضّبابِ و القلبُ سوسنةٌ يعمّدُها الجليدُ بيضاءُ، تهصرُها يدٌ من صولجانِ الاغترابِ ماذا سأفعلُ من جديدٍ يا قلبُ هل أرتدُّ عن وطنِ التّصابي النّايُ مِعراجي الأخيرُ، يذيبُ شوقي للعذابِ فَلِمنْ أغنّي.. و البروقُ تصمُّ شهوةَ خافقي للأغنياتِ و العاشقونَ على صليبِ الرّوحِ مشنوقونَ كيف الغناءُ و قد نَــبـَتْ عن عودِها النّغماتُ نبَتَتْ على وَضَحِ القبورِ طحالبُ الفارّينَ و الطّلقةُ الأخرى تنادي طلقةً أخرى و أنا على قلبي أسيرُ بلا بحارٍ لا و دونَ حياةٍ أصطادُ من شبقِ الـمواسمِ خطوةً عذراءَ بِكرًا فأنا مللتُ زنى السّنينَ مع السّنينَ و تضاجعَ الـموجاتِ و الـموجاتِ عِفْتُ النّهودَ الـمغمضاتِ على الأنينِ عِفْتُ انتصابَ الصّولجانِ على فمِ الشّهواتِ الرّوحُ قد صبئتْ و هاجرَ وحيُها الوثنيُّ و تقيّأتْ قمحَ الهوى الـمبتلَّ بالدّمِ و الجنونِ . زهْوُ الشّفاهِ و سُكّــرُ القبلاتِ، ما عادَ يعنيني . عبقُ العطورِ و زهرةُ الوجناتِ، ما عاد يعنيني. ميراثُ نهدٍ مقمرٍ ما عاد يُغريني. سفحُ الـمرايا و اختلاجُ الخاصراتِ ما عاد يستهويني. الرّوحُ قد صبئتْ و هاجرَ وحيُها الوثنيُّ لـمّا تَعُدْ تتعبّدْ في ضفّتيْ الدّنيا و توقدُ شمعةَ الآهاتِ لـمّا تَعُدْ تتعمّدْ بيارقِ اللّذّاتِ و الحيواتِ بينَ الصّفا و منافذِ السّرواتِ طلّقتُ رؤيا شهريارَ لولاكِ هل طلّقتُ رؤيةَ شهريارَ؟ ——- (1) شهرياد: كلمة منحوتة من شهريار و شهرزاد — 2017-12-04 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet