رحلتي إلى ألمانيا(9) : في بيت الشّاعر العظيم قوته بفرنكفورت: ّصالح بن عمر 24 سبتمبر,2017 في بيت الشّاعر العظيم قوته بفرنكفورت في بلد تهيمن على ثقافته الفلسفة والموسيقى يكون من الصّعوبة بمكان أن يبرز شاعر أو كاتب سرديّ .وهذا ما ينطبق على ألمانيا التي أنجبت أكثر عدد من الفلاسفة على الصّعيد العالميّ والتي لم يرتق فيها إلى هذا المستوى إلاّ شاعران هما قوته (1749 – 1932 )وشيلّر ( 1759 -1805).ولعلّ موت الثّاني قبل الأوان هو الذي فسح لصديقه المجال ليحتكر النّجوميّة في هذا الميدان العسير ألا وهو فنّ الشّعر، إذ رأى اسمه ،بفضل المكانة السّنيّة التي أحلّه فيها النّقّاد ، يُقرن باللّغة الألمانيّة ذاتها التي أضحت تسمّى إلى يومنا هذا “لغة قوته” ، كما أطلق بعد موته على المركز الثّقافيّ الألمانيّ الذي له فروع في جميع بلدان العالم .و يرجع الفضل في هذا التّتويج إلى المدوّنة الضّخمة الرّاقية التي أنجزها والتي تشتمل على ما يقلّ عن خمسة وسبعين كتابا (مجموعات شعريّة ، روايات، مسرحيّات ، دراسات نقديّة ، بحوث علميّة ، رحلات…).وبالإضافة إلى ذلك قد تُرجمت مؤلّفاته إلى أكثر من خمسين لغة ومُثّلت مسرحيّاته في الكثير من بلدان العالم ، كما لحّن موسيقيون كبار ألمان وأجانب عددا لا يكاد يحصى من أشعاره . والذي يتميّز به قوته أكثر من كلّ ذلك هو بروزه في العلم ( علم طبقات الأرض والبصريّات وعلم النّبات )والأدب معا .وهي حالة نادرة الوجود .ففي الثّقافة الإسلاميّة، على سبيل المثال، لم يرتق إلى المستوى العالميّ إلاّ علم واحد هو عالم الرّياضيّات والشّاعر الفارسيّ عمر الخيّام . هاتان الصّفتان الاستثنائيّتان اللّتان ينبغي البحث عن أسبابهما العميقة في عبقريّة قوته ليس غير، قد جعلتا من هذه الشّخصيّة الفذّة واحدا من أعظم مبدعي العالم في كلّ العصور. 2017-09-24 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet