رحلتي إلى ألمانيا(3):انضباطُ الألمانِ وحسُّ النّظامِ عندهمْ: محمّد صالح بن عمر 18 سبتمبر,2017 مظهران آخران يثيران الإعجاب في ألمانيا : أوّلهما أخلاق شعبها العالية والآخر انضباطهم الصّارم وحسّ النّظام لديهم. ففي جميع وسائل النّقل ينهض الصّغار الجالسون لاشعوريّا ليتركوا مكانهم لمن هم أكبر منهم سنّا .وفي كلّ المدن التي زرتها لم أر أحدا يضايق أحدا .ومع ذلك تكتظّ الحانات عندهم بالزّبائن على نحو مستمرّ ، إلاّ أنّ للألمانيّ قوّة الشّكيمة الكافية للتّحكّم في نفسه حين يقترب من بالآخرين .أمّا من ناحية الانضباط فالألمان يخضعون عن طيب خاطر لقوانينهم الصّارمة جدّا.ففي القُطُر مثلا تسلّط على كلّ راكب لم يدفع ثمن تذكرته خطيّة قدرها 40 أورو. وإذا أعاد الكرّة مُنِع من استعمال القطار في كامل أنحاء البلاد، كما يُحجَّر في القُطُر أيضا التّدخين.ولهذا الغرض خُصِّص في كلّ محطّة فضاء ضيّق للمدخّنين، فيه مِنفضة ضخمة لتمكينهم من التّدخين والتّخلص من بقايا سجائرهم ما إن يأتي القطار.في المدن تغلق الدّكاكين في وقت محدّد، تحاشيا لإقلاق راحة السّكّان المقيمين في العمارات ولا تبقى مفتوحة في المساء إلاّ المقاهي والمطاعم. ومن جهة أخرى يُمنع في ألمانيا الشّغل غير القانونيّ وتسلّط على المخالفين لهذا الأمر الحكوميّ خطيّات ثقيلة وثمّة دوريّات من المراقبين تسهر على اقتناصهم .وهناك إنجاز مهمّ آخر حقّقه الألمان وهو أنّهم يضعون على ذمّة المشرّدين والمتسوّلين مآوى .بل وضعوا قانونا يجبر النّزل على إيواء نسبة معيّنة منهم على حساب الدّولة. لكنّ بعض هؤلاء يفضّلون الوضعيّة التي هم عليها لأنّها ،في ما يبدو، تدر عليهم مرابيح طائلة . أمّا الحقّ في الإقامة فلا يحصل عليه أيّ أجنبيّ حتّى إن تزوّج شخصا يحمل جنسيّة البلاد إذا لم يتابع دروسا في اللّغة الألمانيّة تُنوِّج بشهادة من مؤسّسة تعترف بها الدّولة .وأختم حديثي هذا بكلمة عن النّظافة.فإذا سقطت منك قطعة من الورق وُجِدَ حتما على مقربة منك من يعاتبك على سهوك أو من ينحني ليلتقطها ثمّ يضعها في أقرب حاوية .وما هذا بغريب في بلد يجري حبّ الوطن في عروق أبنائه . 2017-09-18 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet