رحلتي إلى ألمانيا(2):في القوميّة الألمانيّة : محمّد صالح بن عمر

تختلف العقليّة الألمانيّة عن بقيّة العقليّات الأروبيّة .فمعظم الفرنسيّين مثلا يتعلّقون بالقيم الإنسانيّة التي نظرّ لها فلاسفة قرن الأنوار ثمّ فرضتها ثورة 1789. لكنْ عند الألمان يبدأ العالم من ألمانيا وعندها ينتهي، فضلا عن اعتزاز شديد بالانتماء إلى الوطن يقرب من الشّعور بالتفوّق.وخلافا لما يعتقده بعضهم، لم يستمدّ الألمان هذه الرّؤية للذّات وللعالم من فكر فيلسوفهم نيتشه صاحب فكرة ” الإنسان الأعلى”بل إنّ نيتشه ، كما فسّر لي بعض المثقّفين الألمان، هو الذي استلهم نظريّته من عقليّة شعبه. والمهمّ أن أغلب الألمان مقتنعون اليوم بأنّ النازيّة نقطة سوداء في تاريخ بلادهم ويوظّفون شعورهم الوطنيّ المتضخّم في خدمتها ولم يبق من النّازيّة إلاّ عصابة سرّيّة صغيرة تسمّي نفسها ” النّازيّين الجدد ” تهجم بغتة من حين إلى آخر على بعض الأجانب المعزولين دون تفريق بين الجنسيّات. لكن رجال الأمن يطاردونها حيثما ظهرت.