عَائِدٌ مِنْ صَقَرَ قَاصِدٌ العَدَمَ: عبد اللّطيف رعري – شاعر مغربيّ – مونتبوليي – فرنسا 5 فبراير,2017 عبد اللّطيف رعري مَنْ يَمنعُ عنِّي الآنَ رَائحَةَ الزعفَرَانِ.. فَالسّمَاءُ تَفوَّهتْ جَسَدي قَبلَ عَهدٍ بِأوانٍ ونجْمِي أفلَ ،لأحتَرِقُ كَمَا أشَاءُ فِي طَريقٍ لا عِلْمَ بمُنتهَاهُ وَلاَ بزَمَانٍ… وَاأُمّاهُ كُلّ شَيءٍ يُشْبهُنِي… كلُّ شَيءٍ يكْرَهُنِي.. كلُ شَيءٍ فِي هَاوِيةٍ… وَاأمَّاهُ …وااااأمّاهُ اللّيلُ عَانقَ النَّهَارَ.. والنجْمُ والشّجَرْ الجِبالُ و الكَواكِبُ والحَجَرْ… فِي خبرِ كَانَ .. عَائدُ مِن صَقَر قاصِدٌ عَدَم…. لا إلهَ لاَ صَنَمَ …. لاَ صَيْدَ ولاَ مَنْ غَتَمَ… لاَ سَعِيرَ وَلاَ عَدَنَ… لاَ خَرَفَ وَلاَ ندَمَ…. مَنْ يَمنعُ عنِّي الآنَ رَائحَةَ الزّعفَرَانِ..؟ فَالسّمَاء تَفوَّهتْ جَسَدي قَبلَ عَهدٍ بِأوانٍ مَنْ يَصُدُّ زَوابعَ القَمْلِ التِّي تَنتظِرُ مَوْتِي… مَنْ يُوقِفُ جَريانَ الوَادِي بِغَمْزَةِ ِعِشْقٍ مَنْ يُهدِينِي المَّرَةَ الأخِيرَةَ لمِحْرَابِ الهَوى لأُصلِّيَ علَى العُيُونِ الدّامِعَةِ وأقَبّل عَتَبةَ الأطْلالِ الباقِيةِ التِّي آوَتْنِي جَائعًا.. ظَمأنَ ..شَريدًا.. طَريدًا… مَجنُونًا… مَهمُومًا..مَخْمُورًا…عَليلاً…عَاقِرًاً…وَاهِمًا.. أمّاهّ يا مَنْ تَحْلُو لهَا الشَّكْوَى… اانكَشَفَ أمْرِي للْعِيانِ… وسِرتُ بيَنَ أمْرَينِ سِيَانِ.. .ولازِلتُ أسْتظْهِرُ أناشِيدَ الغُربةِ التِّي عَرّتْ سَوْءتِي وأتَملَّى بِلسَعَاتِ البرْدِ التّي هَوَتْ عَلَى دَمَاثَتِي وأمُّ الثُّوارِ لمْ تُنهِ بَعْدُ نَسجَهَا جِلبَابِيَ الثلجِيَّ . .أترُكْونِي أودِّعُ العيالَ فَحِيَلِي انتَهَتْ وبِيُمنَاي رٍيح ٌعَاتِيةٌ .. اترُكونِي أنْهْي الوِصَالَ فشُعْلتِي فَارَتْ ويُسْرَايَ رٍيحٌ دَانيةٌ …. مَنْ يدُه ُسَلِيمَةٌ يُصافِح ُنَوادِرَ المِلْحِ التِّي تنْقُصُنَا…. يَجُرُّ عَنِّي فَضِيحَةَ النَّتَانَةِ حتَّى تَصعَدَ رُوحِي لصُعُودِها أو لتهْبِطَ لهُبُوطِهَا فمَنْ يدْرِي حُسْنَ المَقَامِ ومَنْ يدْرِي على أيِّ ذَنبٍ تُلاَمُ أو بأيِّ فِعلٍ يَزُولُ المَلاَمُ الرُّوحُ لِرُوحِها…. والرُّوحُ لخَالقِهَا… واأمّاُه… وَاقبَرَاهُ…. واَعَدَماَهُ… مَنْ صَدَاهُ يَعُمُّ السَّمَاءَ فَالصَّمْتُ قَاتلٌ بَشِعٌ وأهْلُ العَدَمِ وُجُوهُهُم فَاحِمَةٌ وأرْجُلهُم حَافِيةٌ تَخْطُو المَسَافَاتِ بلاَ عَناءٍ قَدَمٌ فِي قَبْرِي وَقَدَمٌ مَنْ يَرَاهَا يُخْبِرْنِي الصّمتُ يأكُلُني… يَفتَرِسُنِي ….وَيفترِسُ الحَجَرَ…. الصّمتُ جَمْرٌ يَحتَرِقُ لاحتَرقَ شَبَحٌ يَختَرِقُ لأظَّلَ الطَّرِيق فمَنْ قَالَ الصّمتُ صَامِتٌ أقُولُ لَهُ الصّمتُ ناَطِقٌ الصّمتُ فِي صَدْرِي خَانِقٌ … الصَّمتُ بَينِي وَالهَاوِيةِ عَائقٌ مَنْ صَدَاهُ يَعُمَّ السّمَاء فالصّمتُ قَاتلٌ بشِعٌ ليَرْثيِنِي بِمَلاَحِمِ الأحْرَارِ… لاأحَدَ…. كَلُّكَم صَامِتُونَ… خَائفُونَ أكثْرَ مِنِّي وَأنَا أمُوتُ… وأنَا على مَقْرُبَة هُوَّةِ ِالمَوَاجِعِ أمُدُّ السَّلامَ.ولَا سَلاَمَ… أمُدُّ الأمَانَ وَلاَ أمَانَ.. ظَلامٌ في ظلاَمٍ رُؤوسُكُم عَافَهَا الانْحِناءُ والمَسْكَنة ُ… عُيُونُكُم تَمسَح ُنَدى الخَيْبةِ عَنِ الجبَينِ والقَلبُ استَكَانَ وَاأُمّاهُ.. واضُعْفاهُ. .واأنَاهُ.. واأنْتَاهُ. .وَاهُوَاهُ.. مَنْ لهُ سَاقٌ تقْوَى عَلَى الرَّفسِ فبيْنَ جَنباتِي أسْرابٌ مِنَ الصَّرَاِصيرِ من عَيناهُ تقْوَى عَلَى البُكَاءِ أكْثَرَ مِنْ صَفعَةٍ فليَبكِ وَيُبْكيِنِي معَهُ مَنْ يُسْعفُهُ النَّدْبُ والنَّحِيبُ النَّدْبُ والعَوِيلُ النّدْبُ والنَّدبُ الطويل فليفْعَلْ فَلاَ مَفَرَّ مِن النَصِيبِ وأمُّهَاتِنَا حَبْلَى بمَنْ سَيخْلُفُكُم حَبلى بِمنْ يعْرفُونَكُم حَبْلى بِمن يَقتفُونَ آثارَكُم….. من تحنُّ سواعدُه إلى التّلويحِ فَالرِّيحُ آتيةٌ منْ تحتِ قدَمَايَ تحْمِلُ قَذيفَةً نَصبهَا الغُرَابُ لدِيارِكُم… إمَّا قبْرٌ مِنْ قُبُورِ الرحْمانِ وَ امَّا قَصْرٌ مِن قُصُورِ سُليمَانَ… .الرِّيحُ قاَدِمةٌ قاَدِمَةٌ … فلنَحْلمُ حتَّى أبْعَدِ حَدٍّ 2017-02-05 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet