ثقوبُ رِئةٍ: شعر : غمكين محمد زكي مراد – الحسكة – ريف القامشلي – سورية 12 يناير,2017 غمكين محمد زكي مراد بالخطواتِ مَسّاحاً لأنفاسِ الطّريقِ ذاهباً آيباً أرسمُ آثرَ الوجعِ، يقظاً في غفوةٍ من كلِّ ضجيجِ الخلاءِ. شارداً أُلملمُ من بينِ كلِّ ذراتِ الغبارِ أشلاءَ وجودي. علاقةُ عِشقٍ بينَ: فقراتِ الظّهرِ وروحِ القدمِ بشريانِ وصلٍ من ألمٍ. سمفونيةُ آبدٍ: رَقصةُ الأسنانِ على عصبِ الصّرخةِ مع رعشةِ كُلِّ الجسدِ. هنيئاً لكم بي ملجأَ صبرٍ وحمقٍ أيضاً!؟ مسّاحاً لكلِّ: الزّفراتِ لكلِّ الشهقاتِ الخارجةِ الدّاخلةِ من ثقوبِ الرّوحِ إلى كهوفِ الجسدِ. هنيئاً لي حِكمتي دائماً بعد فواتِ أوانِ كلِّ حَدثَّ. ثرثاراً كلفحِ جمرٍ يُرْقِصُ الجدرانَ وبَعدها: مُشمئزاً كلُّ “أكسجين” الغرفةِ يبحثُ عن شقِّ هروب. لم يحنِ الوقتُ بَعْدُ لأكُبرَ لم يحنِ الوقتُ بَعْدُ لأتعلّمَ أربعونَ سَنةً ما زلتُ أحبو بصمتٍ!؟ وأتأتئُ الحياةَ، لُغَةَ إشارةٍ!؟ لم يحنِ الوقتُ بَعْدُ، لأقولَ: إنّني صِرتُ الطّريقَ ذاتَهُ فاتني أنّني: فلاحٌ يزرعُ الصّدى في الجدرانِ وأنّني مِدخنةُ صمتٍ، نارُها بضعُ كلماتٍ فاتني أنّني: تَرَهَّبْتُ بين ألحانٍ وكتب بوشاحٍ من حِبرٍ وورقٍ. فاتني أنّني: تَركتُ أولادي يُعربِدُونَ غيابي. لم يحنِ الوقتُ بَعْدُ: لأكونّ مَسّاحاً للحياةِ ذاتِها أو حيّاً كأيِّ عمرٍ آخرَ ضاجَّ بِصَخَبِ السنينَ. شأني أنّني: حاضرٌ في غيابٍ أنّني: غائبٌ في ظلالٍ حاضرٌ في وحدةٍ غائبٌ في لمَّةٍ!؟ شأني، أنّني: كُلِّي جُلسائي وكُلِّي حياتي وغيرُها. مَسَّاحاً لِكلِّ الأوجهِ: المارَّةِ، الرّاحلةِ، الحالمةِ، الميّتةِ، المُتَخيِّلةِ. وّحْدهُ وجهي، يجهَلُني وأجهلُهُ؟ كلُّ الوجوهِ تلك: دلائلُ، لِتَذكُّرِ آثرِهِ: بابتسامةٍ بِنِظرةٍ مُطَوّلةٍ بدهشةِ سلامٍ. مَسّاحاً لكلِّ الأرصفةِ بمقياسٍ وحيدٍ من شريطِ روحي. لم يحنِ الوقتُ بَعْدُ: لأُرَتِّلَ على شاهِدةِ قبري، هويّتي. لم يحن الوقتُ بَعْدُ: لألفُظَ نَفَسي في غيهبِ نسيانٍ. قد فاتَ الوقتُ: على كُلِّ تعريفٍ على كلِّ نسيان وعلى كُلِّ الحياة، حين لَفَظتني أنفاسُها. مَسَاحاً لكلِّ الحبِّ الدائرِ: في السرِّ وفي العَلنِ آجيرَ خطأٍّ ما. مَساحاً لكلِّ الألمِ فيَّ وفي الآخر، حين أحفرُ في قلبهِ ألمي، حين ألمُهُ إزميلُ دمعةٍ في دمِ قلبي. لم يحن الوقتُ بَعْدُ: لأركُنَّ في الحياةِ بانتظار دخول. لم يحن الوقتُ بَعْدُ: لأُعيدَ نَفْسي إلى نَّفَسي. ضائعاً، تائهاً، مُشَرَدَاً، حزيناً، عاشقاً، غسقاً، شَروقاً، أطلُّ كلَّ يوم: على الوجعِ نَفْسُه على الحبِّ نَفْسُه على الحياةِ الهاربةِ عينُها. لم يحن الوقتُ بَعْدُ: لأعيشَ طريقاً وحيداً، كُلُّ السُبُل: تُرياقُ آهة عَسلُ آخٍ ورعشةُ حبٍّ. لم يحن الوقتُ بَعْدُ: لأحْمِلَ صُرَّةَ الهُجرانِ لأرحلَ بعيداً عن موطن الكلمات. لم يحن بَعْدُ: وقتُ استدراجي إلى: ما كُنتهُ وصرتُه. ما حانَ موعدُهُ: أنّني أرجوحةٌٌ بحبلينِ من حياةٍ ومِقعدٍ من عَدَم. 2017-01-12 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet