في كلِّ عودةٍ جنونٌ : شعر: عبد اللّطيف رعري – شاعر مغربي – مونتبوليي – فرنسا 20 ديسمبر,2016 عبد اللّطيف رعري غرّرتْ بنا الأفلاكُ فهوى النّجمُ بيننا وتلوّى قبسُ الحريقِ فينا بلا ذليلٍ شئناهُ خيارًا بجسدٍ عليلٍ خلناهُ إعصاراً فغالتْ من حولِنا الأطيافُ منها ما فقأَ العينَ منها ما أسقطَ البيْنَ ومنها ما صار إلهًا منها ما أصرَّ على التّلعثمِ بالعدميّةِ ومنها ما هدّمَ شعائرَ الملكيّةِ وخابتْ نواياهُ لمّا أنهى الصّلاةَ ضريرًا يرتّلُ بلهيبِ النّارِ تعاليمَ الأقدمينَ مجانينَ…وأهلَ حالٍ…. أمواتاً ومنسيّينَ لا الأفلاكُ أخذتْ منّي عذراً لبقائها هامدةً كصدى الموتى ولا الأطيافُ أردتْ معاجمي في غورِ العيونِ لصلاةٍ أخيرةٍ… أنا وحدي طيفُ حِرَفيٌّ لتمثُّلاثي أنا وحدي شعلةٌ ناذرةٌ مدمنٌ على الخرفِ حتّى أكونَ أموتُ من الضّجرِ وتحيىا بقربي الصّورُ وقطراتُ المطرِ ويعشقني الغجرُ يستفيقُ بين أضلعي اللّغْطُ والسّخطُ….واللّعنةُ الحمراءُ… وطوابيرُ المللِ… وتتهاوى خارجَ نوافذي المترعةِ أجملُ الأغنياتِ …… أنا حينَ جئتُكم عارياً أنتشي بجلالي …دلالي…صحوتي ..فقدانِ صولتي رشقتُم كبريائي بالعارِ فحللتُ أعزلَ بينَكم وراياتي ترسمُ سلاماً نثرتُمْ خلفَ أقدامي الرّعبَ أسلاكاً وقلتُم : “بدايةُ الخدعةِ نارٌ بيننا…” جئتكم أعبثُ بجسدي أمامَ الرّيحِ فمسكتُم بذيلِ الحيرةِ وقضمتُم أصابعَكمْ .. وقلتم : “صخرةُ الأملِ التي بيننا” فأنا الألوانُ كلُّها حين تحترقُ البسمةُ وأنا الأشياءُ بعضُها حين تخترقُ المعابدُ ببؤسِ العتمةِ أنا البعيدُ لمّا تنشقُّ السماءُ ولا أثرَ وأنا القريبُ لمّا يدُ الغريبِ ترتعدُ للمدى ولا ضجرَ…. أنا صيّادُ الرّعشةِ لمّا تحمرُّ عيونُكمْ بالبكاءِ وأنا طريدةُ العاشقينَ حينَ تصطفُّ الأمنياتُ للخواءِ أنا الباعثُ للحركةِ في ألفتِكمُ والباترُ أصابعَ العاصفةِ التي تهزُّكمْ حينَ تبدأُ السّكينةُ أنا إن جئتُكم كما يحلو لقدري فمشيئتي أنّي منكمْ ومشيئتي أنّي إليكمْ وربّما العازلُ التّرابيُّ بينكمْ وبينَ نارِ العبثِ جئتكمْ بوحدانيّتي في ساعاتٍ لا يعرفُها اللّيلُ أنشرُ أشكالي أدوسُ الأرضَ لتلدَ جبالاً وألسعُ الحرائقَ بصدَفتي في كلِّ مكانٍ لتثمرَ شجرةُ الأمانِ قبلَ فيضٍ فاسدٍ يُيتِّمُ خطواتي في الوصولِ إليكم أنا أوّلُ الأسماءِ وآخرُها فلا تنعتُوني بجنوني فقد يتّسعُ خيالي للهربِ ويفورُ ورائي دخانٌ يغرقُ الظّهيرةَ ويظلُّ معطفي الشّائكُ عالقاً بصخرةِ الغرورِ فأنتم الغارقونَ …الغاضبونَ وأنا على حالِكمْ شكلٌ من أشكالِ وجودي أنا الذي يلزمُكمْ في دهشتِكمْ فتيمّنوا قدسيّةَ من أكونُ وكونوا كما سيرتُكمْ مجانينَ…وأهلَ هوًى فلاسفةً وللمعنى سوى شعراءَ وأهلِ حالٍ ولكلٍّ منكم ما نوى….. أنا نجمُ السّماءِ أبديُّ الضّياءِ ولا حيلةَ تُخفونَها عليَّ بقراءةِ المكتوبِ وهزمِ المكشوفِ فتآويلُكم مصدرُها الأنا التي أنا وأصواُتكم عاليةٌ تحدُّها أقدامي وخزةٌ وحيدةٌ من ندمي قهقهةٌ هبلاءُ من عدمي رشفةٌ مالحةٌ من بحرِ زماني تعيدُكم إلى بدايةِ اللاّشيءِ حيثُ أنا مُجبرٌ على تكهّناتي على هذياني…. على الصّورِ التي يعشَقُها آخرُ المطرِ مجبرٌ على ما يعنيني لأستمرَّ حياً كما هي حياتي عمري ميلادٌ لا ينتهي خجلي في موتِ الثّوارِ عقمي مُزنٌ خارجَ المدارِ.. على عيونكم غشاوةٌ حينَ تستهترونَ بكياني أنا الأسمى في الجنونِ ولا جنونَ بعدي أنا الأسمى في الهذيانِ ولا هذيانَ قبلي لتحيَوْا كما أنتمْ عصاةً…متمرّدينَ…عاشقينَ…محتالينَ… في مغالاتِكمْ تختلفونَ …تتصارعونَ…تتراشقونَ.. لتحلمُوا كما أشاءُ لكمْ وتصحُونَ على النّسيانِ نادمينَ ….متردّدين ,,… 2016-12-20 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet