الفنّانةُ التّشكيليّةُ نسيبة العيّادي العروسي في معرضها بقاعة علي القرماسي بالعاصمة :ثمّة نهرٌ من الألوانِ يمنحُ الأنثى دلالَها و مجالاتِ فعلِها المنشودِ… عرض : شمس الدّين العوني- تونس 18 ديسمبر,2016 شمس الدّين العوني المرأة ..هذا الكائن الممتلئ بالمعاني و اللّغة المفعمة بالفعل و الجمال و كلّ ما به يصعد الإنسان إلى العالي من القيم و الأفكار ،نحتا للذّات و تأصيلا للكيان..ثمّة نهر من الألوان يمنح الأنثى دلالها و مجالات فعلها المنشود .فهي بالرّجل و الفكرة عنوان باذخ من المجد و الرّجل بها مساحة أخرى سانحة للتّحليق عاليا و بعيدا في أكوان التّوق و الشّوق و النّجاح الذي به تسعد البشريّة..و من هنا فالأنثى مجموعة عوالم للابتكار و إنشاء الملاحم. إنّها تجسّد الحنين الكامن في الإنسان إلى ما هو خير عميم .لذلك فهي طريق الخصب و النّماء و حلم الجميل.. أنتِ / أيتّها الذّاهبةُ إلى النّسيانِ / العائدةُ من النّسيانِ/ مزّقني الحبُّ و الخجلُ / و صرتُ كشهقةِ الأزرقٍ / في سرابِ اللّغاتِ/حسنًا / أنا دافئٌ كليالي الشّتاءٍ …/ أراوحٌ بين معنى و معنى… من هنا بزغت فكرة المجد الأنثويّ و لمعت معاني الألق..هكذا رأت الفنّانة الطّفلة شيئا من لغة الألوان تجاه عوالم الأنثى ..في هذا التّمجيد العالي للمرأة بمناسبة اليوم العالميّ ضدّ العنف المسلّط على المرأة و تناغما مع الحملات الدّاعمة لحقوقها .. كان معرض الفنّانة التّشكيليّة نسيبة العيّادي العروسي الذي يتنزّل في هذا الإطار الذي ذكرنا و في الوقت نفسه ضمن سلسلة معارضها الجماعيّة و الفرديّة.. لقد افتتح هذا المعرض مؤخّرا برواق الفنون علي القرماسي بشارع شارل ديغول بالعاصمة بعنوان ” المرأة إكسير الحياة ” ..و سيتواصل إلى يوم 24 ديسمبر الجاري.وقد حضر حفلَ افتتاحه عددٌ من الفنّانين و المهتمّين بالمعارض و نشطاء الفنون التّشكيليّة. أمّا في ما يخصّ محتواه فقد اشتمل على 25 لوحة منها لوحات بعناوين “عائشة ” و ” رقّة ” و ” نساء المدينة ” و ” الشّقراء ” و ” التّحدّي ” و ” المرأة وردة ” و ” العروس ” و ” النّسيج” و ” العودة ” و ” استراحة” وغيرها …وفيها أخذتنا الرّسامة إلى عوالم زاخرة بحضور المرأة فرسمتها في حالات متعدّدة كما هي في الحياة ، ساعية إلى إبراز جمالها دون تحريف أو تصرّف ،محتفية في كلّ ذلك بجمال الأنثى كما هي في الطّبيعة و في المجتمع وبها من حيث هي كائن يوجب الكثير من الاحترام و التّقدير فكرًا و سلوكًا و حلما و عطاء و عملا ، كما عملت على تصوير ما توحي به في أوضاعها المختلفة من دلالات اجتماعية و ذهنيّة و نفسيّة.. ومن أبعاد إنسانية كونية .لذلك حرصت على استدعائها من قارّات مختلفة فتحاذت في معرضها المرأة الإفريقية والمرأة الأوروبية، متوّغلة في عالمها الخصوصيّ الزّاخر بالعطور والبهجة و السّرور والحبّ بعيدا عن الوجه المرعب الذي أضحى عليه العالم اليوم والذي صار كمتحف مهجور مليء خرابا . يا حدائقَ اللّيلِ الزاخرةَ بالنّعاسِ / مصقولةٌ هذه العذوبةُ عندكِ / و أنتِ تزرعينَ أعمدةَ البوحِ في مُدُنٍ / عشّاقُها شتاتٌ.. تقول الفنّانة نسيبة العروسي في معرضها “…أقمت معرضي هذا إيمانا منّي بقدرات المرأة و سعيا إلى ترسيخ قيمتها لما تقوم به من أعمال في جميع المجالات و تنويها بالجهود الجَبّارة التي ما انفكّت تبذلها ،واعتزازا بصدور مجلّة الأحوال الشّخصيّة منذ ستّين سنة و مواصلة لتظاهرة “تونس بنسائها لا أحد ينساها” التي شاركتُ فيها باعتباري فنّانةً تشكيليّةً … أحبكّنّ جميعا…”. إذن..هذا معرض ينطوي على تلوينات شتّى من عوالم المرأة…الحياة….ينضاف إلى مسيرة الفنّانة التشكيلية نسيبة التي تتواصل تجربتها بلا كلل، مدفوعة كعادتها بهاجس التّجديد والابتكار و الإضافة 2016-12-18 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet