دُروبُ الثَّلجِ المُغنِّي.. : شعر: مازن أكثم سليمان – دمشق- سورية 13 ديسمبر,2016 مازن أكثم سليمان على أرضٍ تغرسُ سبّابَتَها في عُيونِنا المُحدِّقةِ بالأفُقِ وتهدمُ قلوبَنا بزلازلِها وجرَّافاتِها السَّوداءِ وتقطعُ حبالَنا الصَّوتيّةَ بمِقصِّ الرِّقابةِ فتهوي أناشيدُنا وتتحطَّمُ مثلَ بهلواناتٍ غامَروا بعُروضِهم وسقطوا دونَ شِباكِ أمانٍ يُمكنُنا سَماعُ جرَسِكَ يا بابا نويلُ ولنْ تُقنِعَ أحداً أنَّهُ حانَ موعدُ الاحتفالِ. . . . . . . ستقولُ، كشهادةٍ مَجروحةٍ لِنجمةٍ مُترقِّبةٍ: _ الأشجارُ حنونةٌ هذا اليومَ.. . . . ستحقنُ الظِّلالَ بترياقِ الحَدْسِ وتُمَشِّي الماءَ حافياً فوقَ عينيكَ حُنجرتُكَ عشٌّ وزقزقةُ وفمُكَ يُرَيِّشُ بمجدِ الدِّفءِ: ]العِناقُ شرفةٌ مُهاجرةٌ كرائحةِ البُنِّ ومِزَقُ الرّيحِ رسائلُ بحرٍ مُنحازٍ إلى نافذةٍ لهذا تنتشرُ أضرحةُ الحُبِّ في كُلّ مكانٍ[ . . . كالبُحيراتِ المُنكمشةِ بينَ الإسمنتِ تبحَثُ للرّحيقِ عَنْ خلاصِهِ عاكِساً على صفحةِ حُزنِكَ المَرْمَريِّ سِمةَ العبيرِ في الذكرى جِراؤكَ التي نبتَتْ من صُلْبِ أوهامِكَ تجرُّ زلّاجةَ الرُّومنتكِ قشعريرةً فوقَ الجلدِ والمُخيِّلةُ رغبةُ البصيرةِ بالمدى رغبةُ الملحِ بمُعاشرةِ الصُّخورِ قبَّلَتْكَ الطِّفلةُ ذات وردةٍ مُتعَبةٍ لأنَّكَ الجدُّ ذو الهَدايا قبَّلَتْكَ الفتاةُ الخضراءُ لأنَّكَ الرَّجُلُ ذو القلبِ الأحمرِ ورمَقَكَ الذّكورُ بحسدِ القراصِنةِ.. . . . \الكعكُ مُحاوَلةُ العجائبيِّ النَّجاةَ مِنَ العارِ والكرنفالاتُ مشروعُ بريقٍ تعثَّرَتْ أسرابُهُ. إثارةُ الغُبارِ حولَ الحلباتِ دُروبٌ سِرِّيّةٌ لِأرجُلٍ مُستحيلةٍ. شواطئُكِ وغاباتُكِ المَدلوفةُ في الصُّدورِ طوابعُ بريدٍ مُبتكَرةٌ؛ ومَدائحُكِ المسائيَّةُ تُحَوِّمُ كهذيانٍ بديعٍ وتلتقي لمرّةٍ وحيدةٍ في حكايةٍ جانبيّةٍ.\ . . . . . . تُخبِّىءُ السَّرْوَ، وتكسُدُ القمَرَ، وترشُّ الشّوارعَ بالعُطورِ. تُطلِقُ حبّاتِ الكستناءِ كالسّاحرِ مِنَ الطَّرَفِ المكسورِ للمزمارِ. تُهَدْهِدُ الصَّمتَ على يدِكَ كغيمةٍ مُتعرِّقةٍ، مُلتحياً بضعَ لحظاتٍ مِنْ ضحكاتِ الأطفالِ. . . . . . . مَنْ يراكَ تُفاجِىءُ الوجَلَ بزحفٍ طويلٍ فوقَ نِدَفِ البراءة يُؤمِنُ أنَّهُ شتاءٌ لا يُضاهيهِ شتاءٌ..!! مَنْ يراكَ تلفَحُ العُمْرَ بلهبِ الأجراسِ يودُّ لَوْ يبني بيتَهُ تحتَ قُبّعةِ الحنينِ..!! . . . . . . غريقاً تتشبَّثُ بالأرَقِ غيرَ هَيّابٍ مِنَ المُستترِ في التَّصفيقِ تسرقُ أهدابَ النَّومِ مِنْ نعَسي فتقبضُ يدايَ على الشّرشفِ المَسْحوبِ بقوّةٍ: ]أريدُ أنْ أظلَّ مرتعاً للخُمولِ أنْ أكبُرَ في مدُنٍ صلبةٍ كالفولاذِ هُناكَ لا تُذكِّرُني لوثةٌ قديمةٌ بشاهدةِ السّعادةِ فأنا لا أهوى التَّمتمةَ على القبورِ ولا أجيِّشُ الوقتَ للمَشاعِر[ِ . . . \_لم يطلبْ مجيئي أحدٌ، لكنَّني كمجانينِ المدنِ أصِلُ بلا دعوةٍ، أداعِبُ الضّوءَ النّعسانَ في المُهجةِ، وأسَيِّرُ الطُّمأنينةَ كالفُصولِ بلا عجلاتٍ. لم أولَدْ في السّوقِ، ولا أتقنُ تجارةً، قسوةٌ تُعَلِّفُ روحَ العالَمِ، ولا حاجةَ لنرى النَّصْلَ كيْ نتأكَّدَ، كيْ نعرفَ كيفَ نتحاشى الوحشَ: هل كانَ يجبُ أنْ نعيشَ الموتَ في البراري لا القتلَ في القُصورِ..؟!! الوهجُ الذي رأيتُهُ ذاتَ يومٍ تلاشى تباعاً، والحياةُ أوْرَثَتْ أمراضَها الذّهبيّة..\ . . . . . . بدا هارباً مِنْ بندقيّة مّا دقَّقْتُ في المشهدِ، ولَمْ أجدْها..؟!! صُرَّتُهُ تمتلىءُبالحكايا النّازفةِ وطريقُهُ مهما طالَ لنْ يبلُغَ رأسَ السّنةِ نسيَهُ الصِّغارُ هذا العامَ تذكَّرَهُ الفولكلورُ المُؤجَّلُ دخَلَ ذكرياتِهِ عُنوةً فاختنَقَ تسلَّلَ فوقَ أشواكٍ لَوْ مشى عليها الأمَلُ الميّتُ لأدْمَتْهُ حينَ رأتْهُ الحارةُ القديمةُ شَهِقَتْ فرَحاً أشارَ بإصبعِهِ أنِ اصمتي كيلاَ يطرُدَني الأهلونَ رسَمَ قطّةً على الحائطِ فماءَتْ كذبَ كذبةً بيضاءَ صارَتْ كوخَ الجميعِ \عَنْ سُترةٍ مُحلّاةٍ باليعاسيب المُرقّطةِ وحدائقَ مُخضرَمةٍ كجُذوةِ النُّجومِ\ وقبلَ أنْ يُفتَضَحَ أمرُهُ غادَرَ دُروبَ الثَّلجِ المُغنِّي لحنَ سكرانٍ يتدحرَجُ فوقَ الأسطحةِ أشواقاً مُلوَّنة بأخيلةِ الشّاي وأصابعِ فجرٍ تعزفُ على قلبِ الفجرِ لَمْ يتركْ ذكرى أشدَّ إيلاماً من شتاءٍ ناقصٍ فتحَ ثغرةً، وأغلقَ ثغرةً، ولم يلتقِ بنفسِهِ أبداً كانتْ دُمى الفروِ تغازلُ المصابيحَ الدَّمثةَ كانتِ السَّيّاراتُ الصَّغيرةُ رحلةَ الأطفالِ في حفلةٍ لا تبدأُ بالغارِ زيَّنَ شَعْرَ الأمنياتِ وأنارَ بالرَّمزِ شُجيراتِ الميلادِ ولَمْ يَصْحُ أحدٌ..؟!! . . . _بجميعِ اللُّغاتِ كنتُ أنزفُ ظنُّوا أنِّي مُجرَّدُ ابتسامةٍ عابرةٍ على مَبْسَمِ الفراغِ شبَّهوني بلمسةٍ ضامِرةٍ خلفَ أريكةٍ نزعوا عنِّي المَجازَ وكانتْ موجاتُ البثِّ المفتوحِ مُغلَقةً على ضجيجِها \لستُ مِداداً للعُشّاقِ القادمينَ لكِنْ لي مُسوِّغاتُ عُشبةٍ\ لَمْ أبعْ ثوبي ليُغزَلَ منهُ سجّادٌ أعجميٌّ فاخرُ ولَمْ أمتلِكْ شِبراً واحداً خارجَ الأثيرِ مَنْ في الأعيادِ ليسوا قرائنَ لنوارسي وعلى تجاعيدِ هذهِ الأرضِ لَمْ تتوقَّفْ زنابقي عَنِ الانزياحِ تفرُّ الفراشاتُ مِنْ دُموعي ووحدي أملأُ العُيونَ بالينابيع الحيّةِ بِمسامي تُعجَنُ السِّياطُ والمَنافي وعندما يبلغُ بيَ الموتُ ذُراهُ أقدِّمُ الهدايا لنفْسي كالسُّور المُغطَّى بالإعلاناتِ لا أتوقَّعُ أنْ يصيرَ العالَمُ أجمَلَ لكنَّني أُرَوِّجُ على صفحاتِ الرّوزنامةِ بضعَ رواياتٍ عَنْ غدٍ قد يُؤسِّسُهُ الشُّعراءُ عَنْ عسلٍ ماهرٍ وصنوبرٍ أليفٍ عَنْ بينلوبَ غامضةٍ تُحرِّرُ رَغْبَتي مِنَ الزُّنْبُرُكِ تُعيدُ لَصْقَ الأمواجِ بأصابعي وعندما أغرَقُ في عينيْها الهائمتيْنِ أصرخُ مُستغيثاً : _إيّاكِ أنْ تُقصِّري خيْطَ الهوى المُلتفَّ حولَ عنُقي.. . . . \تضحَكُ وتضحَكُ تارِكةً خوفي يتدلَّى وحيداً مِنْ مِشنقةِ الانتظارِ ..؟!!\. مازن أكثم سليمان. 2016-12-13 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet