لم يسبِقْ أن ورِثْتُ يومًا : شعر: حسن حجازي – سطات – المغرب 2 ديسمبر,2016 حسن حجازي لم يسبِقْ أن ورِثْتُ يومًا في وجهِ الرّيحِ حتّى وهي تكادُ في غيرِ ما مرّةٍ أن تهُزَّني من الأرضِ هزًّا وتقذفَ بي وهي مرتاحةُ البالِ إلى أقربِ شجرةٍ منزوعةِ الأغصانِ أو إلى حاويةِ تلكَ النّفاياتِ التي عهدتُ أن أرى فيها تلك الوجوهَ نفسَها الموسومةَ بتجاعيدِ القهرِ وهي تقتاتُ منها غيرَ مباليةٍ بأيِّ تسمّمٍ إذ يبدو – واللهُ أعلمُ- أنّ نداءاتِ البطنِ المتلاحقةَ قد أكسبتْها ما يلزمُ من مناعةٍ ضدَّ كلِّ الأوبئةِ التي قد تخطرُ على بالٍ لم أرفعْ في وجهِ الرّيحِ الكريمةِ يومًا تلك اليافطةَ التي تناشدُها الكفَّ والإحجامَ عن الهبوبِ الأخرقِ الذي لم يكن له أيُّ داعٍ، لم يسبِقْ يومًا أن شجبتُ دفقَ الماءِ وهو سيلٌ عارمٌ لم أجرؤْ على فعلِ ذلكَ حتّى وهو يوشكُ أن يجرفَني على بعد خطواتٍ من المقهى الذي أُمضي فيه سحابةَ يومي وأنا أتأمّلُ ارتجاجاتِ هذا العالَمِ المعتدِّ بخبلِهِ وعتهِهِ وغنجهيّتِهِ، لم يسبِقْ يومًا أن ندّدتْ بالنّارِ التي يحلو لها النّشوبِ في أوراقي الذّابلةِ المهملةِ عندَ عتباتِ يُتمي الذي لا لونَ ولا رائحةَ له خلا طعمَ العلقمِ الذي به ينضَحُ. لم يسبِقْ لي يومًا أن أبديتُ انزعاجي من كلِّ تلك الضّفادعِ التي لا تكفُّ عن النّقيقِ آناءَ هذا اللّيلِ البهيمِ دونَ ذلك أنا مستعدٌّ أن أهلكَ على أن يستمرَّ طنينُ الحشراتِ التي لم تكتفِ بطبلتيِ الأذنينِ هاهي ذي تزعقُ بكلِّ ما أُوتيتْ من صريرٍ تتوغّلُ كجيشٍ عرمرمٍ عبرَ الخلايا والأنساغِ والأوردةِ والمسامِّ فتُمعنُ في المصِّ والعضِّ والإتلافِ أنّى لي إذنْ بكلِّ الدمِ الذي تشتهيه..؟ 2016-12-02 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet