الإسكافيُّ : شعر: عبد الله سرمد الجميل – العراق 28 نوفمبر,2016 عبد الله سرمد الجميل الإسكافيُّ الأوّلُ: أيّامَ التّجنيدِ الإلزاميِّ أعدمُوا إسكافيّاً ، بخلطةٍ سِحريَّةٍ كانَ يُصيِّرُ القَدَمَ رَحَّاءَ ، أي مُسْتَوِيَةَ الأَخْمَصِ لا قوسَ فيها ، وهذا عُذْرٌ طِبِيٌّ للإعفاءِ من حروبِ الرّئيسِ ، * الإسكافيُّ الثّاني: امتنعَ الإسكافيُّ من رَتْقِ حذائي ، قالَ: كن حافياً فالقدمُ حذاءُ الجسمِ ، * الإسكافيُّ الثّالثُ: في العراقِ يَخيطُ الإسكافيُّ أحذيتَنا بقياساتِ أيدينا ، فأقدامُنا بُتِرَتْ مُذْ داسَتِ الألغامَ ، * الإسكافيُّ الرابعُ: ذخيرتي نَفِدَتْ ، عدوّي يدنو ، وقدمايَ من زجاجٍ ، * الإسكافيُّ الخامسُ: يقولُ أجدادُنا: الحذاءُ الغريبُ في مدخلِ البيتِ علامةُ الضّيفِ ، إذن هذا فأْلُ خيرٍ يا جارتي الأرملةَ ، * الإسكافيُّ السادسُ: قدمايَ بعيدتانِ عن رأسي ، أُوشِكُ ألّا أراهُما ، أأنا طاغيةٌ ؟! * الإسكافيُّ السابعُ: عارٌ على صبّاغِ الأحذيةِ ، إذا قشطَ الطّينَ المُتيبِّسَ من حذاءِ الجنديِّ ، * الإسكافيُّ الثامنُ: قبلَ أن يُدنِّسَ الخليفةُ جامعَ النّوريِّ في المَوْصِلِ ، وقبلَ أن يهدِمَ جامعَ النّبيِّ يُونُسَ ( عليهِ السّلامُ ) ، كانَ إسكافيٌّ يخلَعُ حذاءَهُ في الباحةِ ، ولئلّا يُسرَقَ كانَ يُعبِّئُهُ قمحاً ، ثمّ ينجذبُ الحَمَامُ منَ القُبَّةِ والمئذنةِ ، . . . ماتَ الحَمَامُ ، نزَحَ الحَمَامُ ، وباتَ الحذاءُ ينشِجُ ، * الإسكافيُّ التّاسعُ: هذا الصّباحَ تجافى حذائي عنّي ، كلّما مددْتُ قدمي لِأنتعلَهُ قفزَ كأرنبٍ في زوايا الغرفةِ ، قرَّرْتُ أن آخذَهُ إلى طبيبِهِ الحذَّاءِ ، ثبَّتَهُ الحذّاءُ على المِحْذَى ، وقالَ لي: لقد خُنْتَهُ معَ أحذيةِ المنافي ، خُذْ حذاءَكَ إلى عشبِ العراقِ يتَّسعْ ، ضعْ حذاءَكَ على أَسْفَلْتِ المنافي يَضِقْ ، * الإسكافيُّ العاشرُ: وصيَّتي أن تدفِنوا حذاءَ حبيبتي معي ، غداً حينَ تُفتَّحُ القبورُ ويسيرُ النّاسُ إلى اللهِ ، سألبَسُ حذاءَها وهو سيَدُلُّني على قبرِها ، تلكَ التي لم تجمَعْني بها الحياةُ ، 2016-11-28 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet