النّادلُ : شعر :عبد الله سرمد الجميل – الموصل – العراق 31 أكتوبر,2016 عبد الله سرمد الجميل النّادلُ الأوَّلُ: لأنَّ يدي مرفوعةٌ يتوهّمُ النّادلُ أنّي أطلُبُ شيئاً ، لا يدري أنّها تخشَّبَتْ مُذْ لامسَتْكِ ، أو أنّها لافتةٌ أعلِّقُ عليها صُوَرَ المطلوبينَ ، أو أنّي أرفعُها عِوَضاً ممّنْ بُتِرَتْ يداهُ ، * النّادلُ الثّاني: كلَّ مرَّةٍ أدخلُ فيها مَطْعَماً وحدي ، أحجُزُ طاولةً بخمسةِ كَرَاسٍ لي ولعائلتي المخطوفةِ ، * النّادلُ الثّالثُ: في المَشْرَحَةِ ، عثَروا في مَعِدَةِ نادلٍ على مخالبِ قِطَطٍ معقوفةٍ ، والتّشخيصُ: مَعِدَةٌ مَكَبٌّ لِفُضالاتِ الطّعامِ ، * النّادلُ الرابعُ: كلّما فرِغَتْ كؤوسُ السّياسيّينَ ، صبَّ النادلُ دماً ساخناً ، * النّادلُ الخامسُ: همسْتُ للنّادلِ: خذْ لها قهوةً ولا تقلْ لها من المُرسلُ ، حتماً ستعلَمُ أنَّي منْ أرسلْتُها ، فلا أحدَ سوايَ في المقهى ، عادَ النّادلُ بقُصاصةٍ كتبَتْ فيها: أنا عمياءُ ، * النّادلُ السّادسُ: بينَما كنّا نتطايرُ من عَصْفِ الانفجارِ ، صرخَتْ: هكذا أرغَبُ أن تحضُنَني أصابعُكَ ، وأشارَتْ إلى نادلِ الشّاي خانة ، وهو يحمِلُ عشرةَ أقداحٍ مع أطباقِها بيدٍ واحدةٍ ، كنّا نتطايرُ أنا وهيَ والنادلُ من عصفِ الانفجارِ ، * النّادلُ السّابعُ: أفلسَ جاري ، باعَ كلَّ شيءٍ حتّى الصَحْنَ الأثريَّ الذي توارَثَتْهُ عائلتُهُ ، باعَهُ لمطعمٍ يونانيٍّ ، واستحلفَهم أن يُجمِّلوا بهِ واجهةَ المطعمِ ، ليُكحِّلَ بهِ عينَيهِ حينَ يتسوَّلُ هناكَ ، ها هوَ جاري يقفُ خلفَ الواجهةِ ، ويراقبُ النّادلَ في عرضِ تكسيرِ الصّحونِ ، ثمَّ يدخلُ المطعمَ ويمضُغُ زجاجَ الصّحنِ المهشَّمِ ، فيتحوَّلُ إلى بيتِ نباتٍ زجاجيٍّ ، تُواصِلُ فيهِ شجرةُ العائلةِ نُمُوَّها ! * النّادلةُ الثّامنةُ: عجباً كيفَ تَطْفَحُ كأسي الفارغةُ ، حينَ تدنو هذهِ النادلةُ ويداها فارغتانِ ، * النّادلةُ التّاسعةُ: – إذن ماذا اخترْتَ سيّدي من قائمةِ ّ ؟ – صابونةَ ركبتِكِ ، * النّادلُ العاشرُ: صاحَ النّادلُ: لمن السَّيَّارةُ المركونةُ ؟ الحانةُ صاخبةٌ وصياحُ النّادلِ كصوتِ نملةٍ حُبِسَتْ في قدحٍ مقلوبٍ ، – لمن السَّيَّارةُ المركونةُ ؟ – لمن السيَّارةُ ؟ – لمن ؟ صوتٌ: صخبٌ ، صوتٌ: نارٌ ، صوتٌ: جثثٌ ، 2016-10-31 محمد صالح بن عمر شاركها ! tweet